تتواصل بولاية برج بوعريريج الجهود الميدانية التي تبذلها الجمعيات والمنظمات المحلية، في إطار مبادرات تطوعية وتوعوية ترمي إلى إنجاح الحملة الوطنية لمكافحة حرائق الغابات. وتشمل هذه المبادرات أنشطة التشجير، وتنظيف المساحات الخضراء، وحملات التحسيس الموجهة للسكان، بهدف ترسيخ ثقافة الوقاية والمحافظة على الغطاء النباتي.
وتسعى هذه الفعاليات إلى التصدي لمختلف التحديات البيئية التي تواجه المنطقة، من خلال إشراك المواطنين بمختلف فئاتهم في أعمال حماية البيئة، وتعزيز روح التضامن والتعاون بين مختلف الأطراف لضمان بيئة سليمة وآمنة للأجيال القادمة.
تستعد العديد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، بما فيها تلك الناشطة في مجال البيئة والطبيعة ببرج بوعريريج، لإطلاق حملات تشجير واسعة تستهدف المناطق الشمالية لإعادة غرس آلاف الشجيرات، على مستوى دائرة الجعافرة، تمس المناطق التي مستها الحرائق الأخيرة أواخر شهر جويلية المنصرم، تضاف إلى تلك الأعمال والبرامج التحسيسية التطوعية التي تشرف هذه الجمعيات والمنظمات المحلية بالتنسيق مع محافظة الغابات والحماية المدنية، منذ بداية شهر ماي 2025، بهدف تحسيس المواطنين وتوعيتهم بمخاطر الحرائق من خلال التحلي بثقافة التبليغ والعمل الميداني لحماية هذه الثروة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
في ذات السياق، عرفت المنطقة الشمالية لولاية برج بوعريريج، خلال الأيام الأخيرة الماضية، مشاركة فّعالة وإقبالا كبيرا من طرف المواطنين وسكان المناطق المحاذية لغابات البيبان، في حملات التنظيف الواسعة التي أطلقتها دائرة المنصورة بالتنسيق مع مختلف الهيئات ومنظمات المجتمع المدني، استهدفت تنظيف المحيط الغابي والمناطق المجاورة للطريق البلدي لمنطقة كل من المنصورة، سيدي مخلوف وغيرها من المناطق الغابية على غرار النقاط السوداء على مستوى غابة البيبان، من النفايات والوقاية من مخاطر ومسببات الحرائق التي تهدد البيئة والسلامة العامة، مع تقديم نصائح وإرشادات للمواطنين تتضمن طرق التعامل مع الحرائق ومكافحتها بهدف حماية الشريط الغابي من حرائق محتملة.بالمقابل، يسهر العديد من المواطنين على حماية الثروة الغابية بولاية برج بوعريريج، عبر حرصهم الدائم على المراقبة المستمرة للمناطق المجاورة لسكناتهم والتحلي بثقافة التبليغ لدعم الرتل المتحرك وفرق المراقبة التابعة لمصالح الغابات والحماية المدنية المرابطة على مستوى الغابات، ضد أي تهديد محتمل أو مستجدات يمكن أن تصادف سكان المنطقة المحاذية للشريط الغابي أو أصحاب المستثمرات الفلاحية ومربي النحل، خلال جولاتهم التفقدية لمحاصيل على مستوى غابات الجعافرة والماين وثنية النصر، خاصة خلال موسم الاصطياف الذي تزداد فيه مخاطر اندلاع الحرائق.
يذكر أن الحرائق الأخيرة التي شهدتها ولاية برج بوعريريج، نهاية الشهر المنصرم، عرفت تضامنا واسعا من طرف المواطنين والجمعيات وأصحاب صهاريج الماء الذين قدموا من مختلف بلديات ولاية برج بوعريريج وتجندوا إلى جانب فرق الحماية المدنية ومصالح الغابات في محاصرة الحرائق، من خلال تقديم المساعدة والدعم المادي والمعنوي لفرق الإطفاء طيلة أيام الحريق، شملت تقديم طرود غذائية وتوفير الماء الصالح للشرب للأعوان، فضلا عن المشاركة الفاعلة لأصحاب صهاريج المياه في عمليات إخماد الحرائق بتوفير صهاريج الماء إلى غاية الانتهاء من آخر نقطة من الحريق.