تشهد شبكة الطرقات بولاية سيدي بلعباس وضعاً معقداً في الكثير من المحاور الرئيسية بسبب تعدد النقاط السوداء التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً لحياة مستعملي الطريق، حيث أصبحت المسالك مهترئة وتنتشر بها منعرجات وعرة، ما استدعى تسجيل مشاريع صيانة مستعجلة لتجديد الشبكة.
تنفيذاً لتعليمات السلطات الولائية القاضية بالإسراع في إعداد إحصاء شامل لمختلف النقاط السوداء التي شكلت خلال السنوات الأخيرة سبباً مباشراً في وقوع العديد من الحوادث المرورية الخطيرة، أسفرت التحقيقات الميدانية عن تحديد ست نقاط سوداء على مستوى الطرق الوطنية 13، 95، 92، 07 و101، إضافة إلى المقطع الرابط بين الطريق الوطني رقم 13 والطريق الوطني رقم 97 قرب بلدية سيدي حمادوش، وهو من بين النقاط الأكثر خطورة. كما تم تسجيل نقطة سوداء أخرى عند تقاطع الطريق الولائي رقم 37 مع الطريق الوطني رقم 13 في الاتجاه الرابط بين سيدي بلعباس وبلدية زروالة. وفي هذا الخصوص، انطلقت دراسات تقنية لإزالة الخطر في هذين المقطعين.
وحسب ما تضمنه تقرير مديرية الأشغال العمومية لسيدي بلعباس، فقد تم إطلاق مشاريع كبرى للتقليص من الحوادث المرورية، من أبرزها الطريق الوطني رقم 13 في شطره الرابط بين سيدي بلعباس وتلاغ، الذي يعرف حركة كبيرة وصُنّف ضمن أخطر الطرقات بالولاية بسبب ضيقه وتدهور أجزاء واسعة منه. وهو ما استدعى تحويله إلى طريق مزدوج على مسافة 45 كيلومتراً، حيث انطلقت الأشغال في الشطر الأول الممتد من سيدي بلعباس إلى قرية اللوزة بطول 27 كيلومتراً. وينتظر أن يساهم المشروع بعد استكماله في تقليص حوادث المرور بأكثر من 80 بالمائة، وفق ما بينته الدراسة المنجزة.
كما تمت برمجة عدة دراسات إضافية لتأمين المنعرجات الخطيرة خاصة على مستوى طرقات الجهة الجنوبية والشمالية للولاية، في انتظار تجسيد مشاريع أخرى مكملة ضمن المخطط الولائي لتحسين السلامة المرورية. ومن بين هذه المشاريع شطر الطريق الوطني رقم 95 الرابط بين سيدي بلعباس ورأس الماء على مسافة 100 كلم والذي يمر عبر خمس بلديات، حيث أصبح متهرئاً ويشكل خطراً على سائقي المركبات. وقد أصبح مطلب مرتادي هذا الطريق تحويله إلى طريق مزدوج. وبحسب التقرير، فقد تم إنجاز دراسة تقنية لتحويل الشطر الرابط بين سيدي بلعباس وسيدي علي بن يوب على مسافة 30 كلم إلى طريق مزدوج. ويمتد الطريق الوطني رقم 95 ليربط بين ولايتي عين تموشنت والنعامة مروراً بولاية سيدي بلعباس على مسافة 163.2 كلم.
للتذكير، فإن شبكة الطرق الوطنية بالولاية تمتد على مسافة 870 كلم، بينما تمتد الطرق الولائية على 476 كلم، ويوجد 27 طريقاً بلدياً على طول 134.3 كلم عبر 20 بلدية. وقد أُحصي سنة 2023 أن 45% من هذه الشبكة مهترئة، فيما 66% من الطرق الولائية بحاجة إلى تأهيل
