تشهد ولاية قسنطينة استلام جملة من المشاريع الخاصة بتهيئة وصيانة شبكة الطرقات ومعالجة النقاط السوداء، في إطار برنامج واسع يهدف إلى تحسين السلامة المرورية والتقليل من الحوادث المميتة التي أرهقت مستعملي الطرق، خلال السنوات الأخيرة.
تشمل المشاريع المبرمجة عدة محاور هامة شهدت تدخلاً نوعياً، سواء بإعادة تهيئة المقاطع المتدهورة أو إنجاز ممرات وجسور صغيرة لتسهيل حركة المركبات، إضافة إلى وضع تجهيزات خاصة بتنظيم المرور. وقد تركزت التدخلات خصوصاً على النقاط المصنفة “سوداء” نتيجة ارتفاع عدد الحوادث بها، ما جعلها مصدر قلق للسكان ومستعملي الطريق على حد سواء.
ويرى متابعون أن هذا البرنامج يعكس إرادة السلطات المحلية في الحد من ظاهرة حوادث المرور، من خلال مقاربة شاملة تجمع بين تحسين البنية التحتية وتكثيف جهود التوعية والتحسيس، فضلاً عن التشديد في مراقبة السرعة واحترام قواعد السير.
وأكدت مصادر من مديرية الأشغال العمومية أن المشاريع المنجزة لا تقتصر على تحسين مظهر الطرق فحسب، بل تهدف أساساً إلى حماية الأرواح عبر توفير شروط أمنية وتقنية تقلل من مخاطر الحوادث، لاسيما على مستوى المحاور الكبرى التي تشهد كثافة مرورية عالية.
ويُنتظر أن تنعكس هذه العمليات إيجاباً على الحياة اليومية للمواطنين، سواء من حيث انسيابية الحركة والتنقل بأريحية، أو من حيث البعد الاقتصادي المرتبط بتقليص مدة السفر وضمان سلامة نقل البضائع والمنتجات عبر شبكة الطرق الوطنية والجهوية.
ويأمل مواطنون أن تتواصل مثل هذه التدخلات لتشمل طرقاً ثانوية ومناطق ريفية ما تزال تعاني من اهتراء كبير في شبكتها الطرقية، باعتبار أن تحسين البنية التحتية يظل من بين أهم عوامل الحد من نزيف الأرواح الذي تسجله طرقات الجزائر يومياً.