بــــومــــــــــرداس

انطلاق حملة البذر من منطقة زعاترة بزموري

بومرداس: ز - كمال

 

شجعت الأمطار الأخيرة التي عرفتها مختلف ولايات الوطن ومنها ولاية بومرداس الفلاحين والمزارعين الناشطين في شعبة الحبوب والبقوليات الجافة على مباشرة حملة البذر للموسم الفلاحي الجديد، بعد تهيئة المساحات المخصصة لهذه المحاصيل الإستراتيجية عن طريق عملية الحرث التي استمرت حتى بداية نوفمبر بسبب حالة الجفاف وتأخر تساقط الأمطار الموسمية، في مثل هذه الفترة من كل سنة التي تعتبر مؤشرا أوليا لبداية النشاط وإشارة يتقنها أهل الاختصاص.

  أعطت والي ولاية بومرداس فوزية نعامة نهاية الأسبوع، إشارة انطلاق حملة البذر على مستوى إحدى المستثمرات الخاصة بمنطقة زعاترة ببلدية زموري التي تتربع على مساحة 96 هكتارا، وهذا في إطار تشجيع الفلاحين المحافظين على هذا النشاط الحيوي رغم كل الصعوبات التي يواجهونها في الميدان، خصوصا تداعيات التغيرات المناخية وشح الأمطار، وهو ما استدعى تدخل السلطات العمومية والقائمين على القطاع لمرافقة المزارعين وتوفير الدعم اللازم لترقية الإنتاج والرفع من المردودية.
وتعتبر شعبة الحبوب والبقوليات الجافة من الشعب الإستراتيجية التي أعطتها الدولة أهمية كبيرة من اجل توسيع المساحات المغروسة والحفاظ عليها ودعمها بمختلف وسائل العصرنة بما فيها السقي الحديث عن طريق التقطير أو المحوري في المحيطات الكبرى بالجنوب والمناطق السهبية، وأيضا التكفل بانشغالات الفلاحين والمزارعين، مع ذلك تشهد هذه الشعبة الرئيسية انحصارا متزايدا بولاية بومرداس مقارنة مع باقي الشعب الأخرى، على رأسها شعبة عنب المائدة التي تستحوذ على النسبة الأكبر من المساحة الصالحة للزراعة المقدرة بـ 63 ألف هكتار.
وقدرت مديرية المصالح الفلاحية والناشطين في هذه الشعبة، أنها لا تتجاوز المساحة المهيأة للغرس خلال هذا الموسم 2400 هكتار من مختلف الحبوب، بعدما كانت خلال السنوات الماضية تتجاوز 4500 هكتار، وأغلبها مساحات ضيقة وجيوب تنتشر في عدد من البلديات كزموري، تيمزريت، يسر وبرج منايل التي تتواجد بها مزارع نموذجية متخصصة في هذا النوع من النشاط الفلاحي، فيما تحافظ بعض المناطق الجبلية بالولاية على زراعة الحبوب وأغلبه مخصص كأعلاف للماشية، وبالتالي لم تعد شعبة الحبوب تضمن مردودية وفيرة، وهي في تقلص أيضا حيث لم تتجاوز الموسم الماضي.
ورغم كل هذه العوامل المجتمعة سواء كانت طبيعية مرتبطة بالتغيرات المناخية، وشح الأمطار في السنوات الماضية أو مهنية بسبب تراجع شعبة الحبوب مقارنة مع باقي الشعب الأخرى التجارية والأكثر مردودا ماليا، إلا أن القائمين على القطاع يحاولون دعم الشعبة والحفاظ على نشاطها بواسطة الدعم المادي، والمرافقة الفلاحية بحملات الإرشاد طيلة الموسم الفلاحي، مقابل هذا تسعى التعاونية الجهوية للحبوب والبقول الجافة المتواجدة ببلدية  ذراع بن حدهم، توفير البذور الكافية وذات نوعية للمزارعين مع بداية حملة الحرث والبذر، حيث خصّصت هذه السنة حوالي 10 آلاف قنطار من البذور بنوعيه الصلب واللين، على أمل استغلال المساحات المهيأة والمساهمة في رفع كمية المحاصيل المنتظرة.
الدّيـــوان الوطـــنـي خطــوة لتــشــجــيــع الــفـــلاّحـــــين
 يعتبر قرار إنشاء ديوان وطني لشراء منتجات الفلاحين من حبوب وغيرها، الذي أقرته الدولة في إطار دعم وترقية الإنتاج الفلاحي وتحقيق الأمن الغذائي، مكسبا مهما للناشطين في الشعبة، ويأتي إضافة لمجمل التدابير والإجراءات القانونية والمادية التي تدعّم بها القطاع الفلاحي في السنوات الأخيرة.
كان من أهمها قرار إعادة النظر في أسعار اقتناء الحبوب من الفلاحين والمزارعين في شعبة الحبوب والبقوليات الجافة، حيث ارتفع سعر اقتناء القمح الصلب من 4500 دينار إلى 6 آلاف دينار للقنطار، 5 آلاف دينار للقمح اللين بدلا من 3500 دينار، الشعير 3400 دينار بدلا من 2500 دينار ثم مادة الشوفان التي ارتفع ثمنها إلى 3400 دينار للقنطار.
وتبقى هذه الإجراءات المتخذة لدعم وترقية شعبة الحبوب الإستراتيجية بولاية بومرداس مهمة للحفاظ على المساحات المغروسة والمستثمرات النموذجية المهددة بسبب زحف بعض الشعب الصناعية الاستهلاكية كشعبة عنب المائدة، أو تغيير نشاطها وطابعها الفلاحي، مع تسجيل تراجع في كمية الإنتاج كتحصيل حاصل لهذه المتغيرات السلبية، قدّرت بحوالي 100 ألف قنطار خلال الموسم الماضي و80 ألف قنطار سنة 2021، أي بمعدل 25 قنطارا في الهكتار، وهي مردودية بعيدا عن المعايير والمعدل المتوسط المقدر بـ 40 قنطارا وأكثر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024