ثروات مائية حقيقية تزخر بها الولاية

البليدة.. إحصاء سكان ضفاف الأودية تمهيدا لترحيلهم

البليدة: أحمد حفاف

 

  استفادت ولاية البليدة مع بداية الألفية من مشاريع قطاعية في غاية الأهمية لتعزيز قدراتها الإنتاجية لمياه الشرب، باستغلال الأودية التي تهبط من جبال الأطلس البليدي والتي تصبّ فيها مياه الينابيع المنتشرة بكثرة في المنطقة وتشكل ثروة حقيقية، خاصة عندما تلتقي مع مياه الأمطار خلال فترات التساقط.

من بين أهم المشاريع تشييد مجمع مائي بالمكان المسمى “ مقطع لزرق” في بلدية حمام ملوان حيث يلتقي ثلاث وديان وهي واد الشريعة، واد بومعال، واد لاخرة، ويزود هذا المجمع المائي بلديات الجهة الشرقية بالماء الشروب بقدرة انتاجية قدرها 8000 متر مكعب يوميا، والتي يمكن أن تصل إلى 17 ألف متر مكعب في حالة تحسن المناخ وانتهاء فترة الجفاف التي تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة بحسب ما صرّح به لنا مدير مصلحة التزود بالماء الشروب في مديرية الموارد المائية لطفي نغليز.
 وبالإضافة إلى ذلك شهدت بلدية حمام ملوان انجاز منشأة هيدروليكية لاستقطاب مياه واد حمام ملوان في نقطة تقاطعه مع وادي الحراش، ويهبط ماء هذه المنشأة إلى مضحة في بلدية الشبلي التي توصل مياه الشرب إلى سد الدويرة لتموين ساكنة الجزائر العاصمة بهذه المادة الحيوية، مع العلم أن بعض الفلاحين طالبوا منحهم حصة منها لاستغلالها في سقي المساحات المزروعة والأشجار المثمرة خلال فترة الجفاف.
 ومنذ أزيد من 15 سنة يمون المجمع المائي الواقع بالقرب من حي “سيدي المدني” بواد شفة ساكنة هذه البلدية ومنطقة البليدة الكبرى بالماء الشروب (بلديات بوعرفة، البليدة، أولاد يعيش وبني مراد)، ويتنج هذا المجمع المائي ما يقارب 8000 متكر مكعب يوميا من الماء الشروب، ويمكن أن ترتفع هذه النسبة مع تحسن المناخ، بحسب ما أكده ذات المسؤول.
 وتعرّضت بعض الأودية في البليدة إلى التلوث وأصبحت مياهها غير صالحة للاستغلال بفعل انجاز ما يقارب 100 سكن فوضوي على ضفافها (بدون رخصة بناء) خلال فترة التسعينات وبداية الألفية الثالثة، كما هو الحال لواد سيدي الكبير الذي يمرّ ببلديتي البليدة وبوعرفة وبعض الأودية في بلدية الأربعاء، خاصة بعد رمي النفايات الهامدة بها ومياه الصرف الصحي.
 في هذا الصدد، علمنا بأن السلطات المحلية قامت بإحصاء عدد هذه السكنات تحسبا لترحيل العائلات المقيمة بها لحمايتها من خطر فيضانات الأودية التي قد تحدث في أية لحظة، ومع صدور قانون يجرم التعدي على أراضي الدولة مؤخرا، يمكن لمديرية الموارد المائية أن تتابع قضائيا أي شخص سعى لإنجاز بناية على حواف الوادي وكذا مديرية البيئة، بل يمكن للسلطات المحلية التدخل بتسخير القوة العمومية لهدم هذه البناية إذا ما انجزت.
وظلت البليدة تعتمد على مياه واد سيدي الكبير وأودية أخرى ومياه الينابيع قبل تعرضها للتلوث البيئي، وقبل بدء استغلال المياه الجوفية بحفر أنقاب مائية، كما تعتبر مياه الأودية أداة جذب سياحي في غاية الأهمية يجب تثمينها في إطار استغلال المقومات السياحية التي تزخر بها هذه الولاية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19475

العدد 19475

الإثنين 20 ماي 2024
العدد 19474

العدد 19474

الأحد 19 ماي 2024
العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024