الأسرى للدراسات ينعى المدير الأسبق ليومية الشعب عز الدين بوكردوس

بقلم: الدكتور رأفت حمدونة
 حينما نتحدث عن قامة وطنية ، وشخصية اعتبارية ، ومبادر متميز بحالة ابداعية على مستوى الجزائر والقضية الفلسطينية والوطن العربى نفتقد في هذه اللحظات المدير الأسبق ليومية الشعب عز الدين بوكردوس . 

ونحن في فلسطين وفى مركز الأسرى للدراسات نستذكر ما قام به المفكر العربى المرحوم باذن الله في قضايا القدس وفلسطين والأسرى في السجون الاسرائيلية ، اذ  لا يمكن الفصل اليوم ما بين حياة المرحوم بوكردوس من مبادرات أولية ، كتجربة اعلامية اولى ناجحة علي مستوى فلسطين والعالم العربي باصدار ملحق باسم  " صوت الأسرى "  كمحاولة داعمة بتفعيل قضاياهم على المستويين العربي والعالمي، فصوت الأسيرلا يخضع لأيّ سلطة أو رقيب باستثناء سلطة الضمير المهني وعبادة فلسطين وهو ينشر مجانا على صفحات صحيفة الشعب وعلى حسابها الخالص الكامل، ولا يوجد عمل مثابر مستمر مخلص بدون تأثير، إذ لا بد في النهاية أن يكون هناك ثمار وآثار، حتى ولو لم تكن مباشرة، فيكفي أن تبرز قضية الأسرى، وأن تصرخ باستمرار في وجه العالم أن هناك أكثر من خمسة آلاف أسير في السجون الإسرائيلية.

وها هى المبادرة والبذرة الأولى لجهود المفكر والاعلامى العربى عز الدين بوكردوس تتوسع لتعمم على كل الصحف الجزائرية برسالتها الانسانية والعروبية القومية بحمل الهم الفلسطيني وتدويله ونصرته ودعمه ومساندته سياسياً واعلامياً في كل  الصحف الجزائرية ( جريدة الشروق، والحوار، والوسط ، والبلاد، والأخبارية ، والحياة العربية والجديد اليومى ، والراية ، والرائد ، والعالم ، والتحرير، والمشوار السياسى ، والسلام اليوم ، والأوراس ، والمغرب الأوسط ، والاتحاد ، وصدى الجزائر، وأخبار اليوم ، والشعب ، واللقاء ، والوسيط المغاربى ، والمواطن ، وصوت الأحرار، والبصائر، والجزائر الجديدة، وصحف اخرى كثيرة  ) ، وفى كل الوسائل الاعلامية المشاهدة والمقروءة والمسموعة والالكترونية .

وهنا ننحنى لروح المفكر والاعلامى العربى عز الدين بوكردوس في يوم فقدانه ، احتراماً واجلالاً وإكباراً وتقديراً لدعمه  للثورة الفلسطينية، ونضالات الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ، وهذا  ليس غريباً ولا جديداً علينا بمواقف الجزائريين التاريخية شعباً وقيادة وحكومة، كونه الوطن الثاني للفلسطينيين بتبني قضاياه  وحالة المساندة والدعم القديمة الحديثة لمسيرته التحررية والنضالية ، فالجزائر النموذج العربي الاستثنائي في تعزيز صمود وتضحيات الفلسطينيين على طريق تحرير وطنهم ومعتقليهم والعيش بحرية وسيادة وكرامة كباقي الشعوب . 

وفى لحظة وداعه نستذكر دعمه والجزائريين للشعب الفلسطيني ومعتقليه ، ويستوقفنا شعار " نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة " والذى اطلقه الراحل هواري بومدين ، وظلت على عهده الدولة كواقع لم يتغير ولم يتبدل ولم يغيب عن ارض الواقع ، ومقولة  "استقلال الجزائر لازال منقوصا مادام لم يكتمل باستقلال الفلسطينيين" ، ونستذكر في تجسيد العلاقة الغير مسبوقة بين دولتين كلمة الشهيد أبو عمار للجزائر "  الجزائر لا تحتاج لكتابة التاريخ فالتاريخ هو الذي كتبها من أحرف من ذهب نقشت في جميع الشعوب المحتلة " .

رحمة الله على روحه الطاهرة

والمواساة لمحبيه وذويه والأحرار

ونسأل الله أن نلتقيه في عليين مع الشهداء والأنبياء والصالحين

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19483

العدد 19483

الأربعاء 29 ماي 2024
العدد 19482

العدد 19482

الثلاثاء 28 ماي 2024
العدد 19481

العدد 19481

الإثنين 27 ماي 2024
العدد 19480

العدد 19480

الأحد 26 ماي 2024