البروفيسور بن عيسى عبد النبي يمنح وسام عالم الجزائر لسنة 2016

الهيلتون: أسامة إفراح

أمام جمع غفير من العلماء والباحثين والمهتمين، كرمت مؤسسة وسام العالم الجزائري البروفيسور بن عيسى عبد النبي، وسلمته وسام عالم الجزائر لسنة 2016. وتداول على المنصة العلماء المكرمون في الطبعات السابقة، كما عرضت شهادات عن جرّاح الأعصاب البروفيسور عبد النبي قدمها أفراد عائلته وزملاؤه. وكان من بين الحضور علي بوغازي مستشار رئيس الجمهورية، ووزير الثقافة ميهوبي الذي أكد على اهتمام الدولة بالعلم والعلماء.
بعد الفقيد أبي القاسم سعد الله، أول الحاصلين على وسام العالم الجزائري سنة 2007، ثم كل من محمد صالح ناصر، جمال ميموني، محمد الهادي الحسني، عبد الرزاق قسوم، سعيد بويزري، محمد بولنوار زيان، كمال يوسف تومي، عبد الرحمن بعمّوري، أحمد جبار، فريق البحث العلمي لجمعية التراث، وبلقاسم حبة، جاء الدور على البروفيسور المتخصص في جراحة المخ والنخاع الشوكي بن عيسى عبد النبي ليتسلم وسام عالم الجزائر لهذه السنة.
وافتتح "عالم الجزائر" الاحتفالية المنظمة بخيمة الهيلتون اليوم السبت، بقوله إن الواجب تكريمهم في مجال الطب كثر.. "اخترت أن يكون موضوع أطروحتي جراحة المخ والأعصاب في الألم المزمن، والسبب هو مركز مكافحة السرطان في مستشفى مصطفى باشا، حيث كان الزملاء يتحدثون عن المرضى الذين يتألمون جدا في آخر مراحل السرطان، لذا ارتأيت أن أختار هذا الموضوع وطرحته على أستاذي محمد عبادة رحمه الله، ثم سافرت إلى فرنسا حيث درست عن المريض الذي يتألم كثيرا ولا ينفع الدواء.. لا يرتاح الإنسان إلا إذا كان المحيطون به مرتاحين". معتبرا بأن أحسن ما يقوم به المتخرج من الجامعة الجزائرية هو خدمة المريض الجزائري هنا وليس المريض في الخارج.
وأضاف بأنه رسخ في عقولنا أن الآخرين يعملون ونحن لا نعمل، مؤكدا على أهمية الجرأة والغيرة البنّاءة.. أما عن دعم قطاع الصحة في مجال جراحة الأعصاب، أكد عبد النبي أنه على مدار 26 سنة "كلما طلبنا وسائل وآلات جديدة كان يتم اقتناؤها".
وكام ممّن قدّم شهادته زميله الأستاذ المساعد بمصلحة جراحة الأعصاب مستشفى سليم زميرلي عبد الرحمن تيكانوين، الذي قال عن البروفيسور عبد النبي إنه "يقدّر قيمة العمل ونتمنى أن نبقي على هذه الرؤية للعمل.. أصعب ألم نتعرض له هو لما نفقد مرضانا، وهو ألم نعيشه يوميا".
أما ممثل مؤسسة العالم الجزائري فقال إن "الأزمة الحقيقية تتبدى في غياب القضية وضياع الأمل.. نحتاج ثورة بيضاء على الجهل واليأس والكسل"، مؤكدا على ضرورة الافتخار بأسماء جديدة تكون امتدادا لأسماء قديمة.
من جانبه، قال وزير الثقافة ميهوبي إنه واكب ميلاد هذه المؤسسة التي تسعى إلى تقديم شيء مختلف في الحياة العلمية والثقافية في الجزائر، "نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة هي ثقافة الوفاء والعرفان وتثمين العبقرية الجزائرية، والمجتمع لا يبنى على الفراغ وإنما على الأفكار البناءة"، يقول ميهوبي الذي أكد على أن "الشخصيات المكرمة أثبتت أننا مجتمع منتج للمعرفة.. أبناء الجزائر يحصدون الجوائز في عددي المحافل وهو دليل على أننا بأرض طيبة لا تنبت إلا الخير.. هنالك أكثر من بن عيسى في الجزائر، ولكل واحد منهم طريق شقه بصبر وأناة".
وعبّر الوزير عن أمله في أن يتواصل الدعم لمؤسسة وسام العالم الجزائري لأنها على الطريق السليم ومثال لمبادرات المجتمع المدني وهي السياسة التي تؤسس لها الدولة الجزائرية دولة العلم والمعرفة وتثمين الكفاءات.
بعد ذلك توالى المتوجون في الطبعات السابقة على المنصة، وكان أولهم العالم بلقاسم حبة، الذي أكد أن المجتمع يرى مستقبله ويتفاءل حينما يرى أشخاصا يعملون وينجحون، وعبّر عن ذهوله لما عرف بأن البروفيسور عبد النبي أشرف على 21 ألف عملية جراحية.
أما الشيخ الهادي الحسني فذكر مقولة عبد الحميد بن باديس في "المنتقد": إن تربة الجزائر طيبة إذا واتتها الظروف"، مضيفا أن "الإيمان بلا علم وعمل هو إيمان ميت". فيما قال البروفيسور أحمد جبار أن بن عيسى عبد النبي ذكره في الرازي والزهراوي وهما علمان من أعلام الطب في تاريخ حضارتنا العريقة.
للإشارة فإن وسام العالم الجزائري هي مؤسسة تعنى بالمجال العلمي والثقافي، ترفع شعار "نعم، للجزائر علماؤها"، وتهدف إلى تعريف المجتمع بالأمثلة الناجحة في مختلف مجالات العلم داخل الوطن وخارجه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024