أكد رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح يوم الاحد من الرياض أن حل الازمات التي تعيشها سورية واليمن وليبيا "يمر حتما عبر مسار سياسي تفاوضي" دون اقصاء وأنه "لا جدوى من الخيارات العسكرية" التي عقدت الوضع و أدت الى أسوء كارثة انسانية.
وقال السيد بن صالح في كلمة بمناسبة القمة العربية الاسلامية الامريكية "إننا على يقين بأن المشاركين في هذه القمة تجمعهم قواسم وقناعات مشتركة بخصوص حل هذه الأزمات فالجميع مقتنع من أن المخرج من الازمات التي شهدتها هذه الدول الشقيقة, يمر عبر مسار سياسي تفاوضي لا يقصي أحدا وعدم جدوى الخيارات العسكرية التي زادت الوضع تعقيدا وأدت إلى أسوء كارثة إنسانية عرفها مطلع هذا القرن".
وأضاف يقول" إن حضورنا اليوم هذا الاجتماع ينم عن إحساس بالمسؤولية التاريخية وشعور بواجب الانخراط في كل مسعى يرمي إلى إيجاد حلول شاملة وجذرية للأزمات في سورية واليمن وليبيا يجنب أشقاءنا مزيدا من الدمار والتهجير ويتيح مواجهة العنف الطائفي وإرهاب "داعش" الهمجي".
وبعد أن أشار الى أن الإرهاب يتغذى من "العنف الطائفي و يغذيه" وأن الحل السياسي لهذه المحن "سيضع المجتمع الدولي في أحسن موقع لمحاربته واجتثاثه", أكد السيد بن صالح أن الجزائر ترحب بانعقاد القمة في هذا الوقت بالذات "من منطلق تمسكها بأهمية دعم علاقات التعاون التاريخية التي تربط العالم العربي والإسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية ولقناعتها بأن الظروف السياسية والأمنية والإنسانية الخطيرة التي تمر بها منطقتنا تفرض بكل إلحاح تكثيف التشاور وتنسيق الجهود من أجل تجاوزها".
وعبر ممثل رئيس الجمهورية في هذه القمة عن أمله في أن "نستلهم من الصداقة القوية التي تربط بلداننا بالولايات المتحدة الأمريكية الإرادة لنؤسس معا لشراكة عربية إسلامية نموذجية ولشرق أوسط جديد يجمع ولا يفرق و فضاء تزول فيه كل أسباب التوتر و تنعم فيه كل شعوبه من دون استثناء بالسلم والرفاهية الاقتصادية".
وأشار بهذا الخصوص الى أن بلوغ هذا الهدف "كما هو بديهي لن يتحقق من دون تمكين الشعب الفلسطيني من استرجاع حقه المشروع في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف" منوها بالمناسبة ب"إلتزام" الرئيس الامريكي دونالد ترامب ب"بعث العملية التفاوضية من أجل التوصل إلى حل نريده عادلا ودائما وشاملا وقائما على مبدأ حل الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام".
وفي سياق متصل, وبعد أن أبلغ تحيات الرئيس بوتفليقة لنظيره الامريكي وعزمه على بذل المزيد من الجهد من أجل ترقية العلاقات الثنائية خدمة لمصالح الشعبين والبلدين الصديقين, أشاد السيد بن صالح بالمناسبة بالعلاقات "الجيدة" التي تربط الجزائر بالولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر في هذا الاطار أن هذه العلاقات الجيدة تستمد قوتها وخاصيتها من حدثين تاريخيين هما "اعتراف الجزائر بالولايات المتدة الأمريكية سنة 1783 ووقوف أمريكا مع نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال" مشيرا الى أنه بفضل الحوار الاستراتيجي "الذي أسسنا له معا تمكنا من إقامة شراكة قوية لمحاربة الإرهاب وكل أشكال الجريمة المنظمة في منطقة الساحل والصحراء ومن تحقيق مقاربة متجانسة بخصوص الوضع في مالي وليبيا".
كما اغتنم السيد بن صالح فرصة انعقاد القمة لينقل إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تحيات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.