تسببت الحرائق الأخيرة التي شبت بغابة جبل بوعريف بولاية باتنة، في إتلاف 300 هكتار من أصل 17000 هكتار من مساحة الغابة، من الغطاء النباتي المتشكل من أشجار الصنوبر الحلبي، البلوط الأخضر، العرعار، الطاقة، الحلفاء والحشائش اليابسة.
أوضحت مصالح الحماية المدنية لولاية باتنة، في بيان لها بأن عدة مصالح تدخلت لإخماد الحريق الذي شب منذ بحر الأسبوع الماضي وعلى مدار 4 أيام كاملة، على غرار فرق محافظة الغابات و وحدات الحماية المدنية، مدعومة بالرتل المتنقل لمكافحة الغابات، وكذا المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية، بالإضافة لمصالح بعض بلديات دائرة باتنة، وعشرات المواطنين.
كانت مصالح محافظة الغابات قد أشارت إلى احتمال تسبب العامل البشري في اندلاع الحريق المهول مرجحة احتمال قيام احد مربي النحل بالمنطقة بحرق بعض الحشائش لتنتشر ألسنة اللهب بطريقة لم يستطع بعدها التحكم فيها، إضافة إلى كون الغابة مكان يرتاده الشباب متعاطي الكحول الذين يقومون خلال تواجدهم بالغابة بإضرام النار لإعداد الشواء دون الوعي بمخاطر اندلاع الحريق.
كانت مصالح ولاية باتنة قد طالبت السلطات المركزية إرسال فرق من المدد الجوي لدعم جهود مصالح الحماية المدنية في إطفاء الحريق الذي استنفر 7 وحدات للتدخل هي الوحدة الرئيسية بكشيدة، حملة، سريانة، المعذر، عين جاسر، مروانة، عين التوتة بتعداد 35 متدخلا من مختلف الرتب، على متن 9 آليات إطفاء مختلفة الأوزان والتخصصات، بقيادة مدير الحماية المدنية لولاية باتنة الرائد بلهوشي عبد الحميد، حسبما أفادت به خلية الإعلام والاتصال.
بالإضافة إلى الاستنجاد بالرتل المتنقل المتكون من 50 عونا و10 آليات تدخل، وأكدت مصالح الحماية المدنية بدورها، على صعوبة التدخل بسبب الرياح و التضاريس الصعبة، بعد أن حاولت محاصرة النيران عبر ثلاث جبهات.
كما ساعد في إخماد الحريق الانخفاض الملحوظ في درجات حرارة الجو وتساقط بعض الأمطار على المنطقة، والتي كانت بمثابة عوامل طبيعية مساعدة في تبريد ما تبقى من جمرات بعد أن تمت السيطرة على الحريق المهول والحد من انتشاره ، ونشير إلى أن فرق الحماية المدنية ما تزال مرابطة بالغابة من أجل الحراسة الأمنية والمراقبة حتى التأكد نهائيا من عدم معاودة نشوبها من جديد.
