تبقى معادلة الوصول الى مدينة نظيفة بدرجة كبيرة جد صعبة في ظل السلوكات والممارسات التي تصعب من مهام « أعوان النظافة ، مهما بلغت درجة المجهود و تنظيم العمل و كذا الوسائل المتوفرة حيث أن السلوك الحضاري يغيب في العديد من الأحيان ويؤثر تأثيرا مباشرا و سلبيا على عمل المؤسسات القائمة على تنظيف المحيط.
فالوصول إلى مدن و أحياء نظيفة مهمة الجميع ، و عملية متشعبة تلتقي فيها كل الجهود عند نقطة ستساعد كل السكان للعيش في محيط صحي و ملائم .
و من خلال العمل الميداني اليومي تم إحصاء العديد من التصرفات التي تعيق « عملية التنظيف « حسب ما أكده لنا احمد بن عالية حيث أن اللامبالاة و عدم احترام عمل أعوان النظافة يكون في مقدمة هذه السلوكات المشينة حيث يجد العمال في العديد من الأحيان صعوبات للقيام بعملهم .
فرمي النفايات المنزلية يتطلب احترام الوقت لمرور حافلة أعوان « نات كوم « ، و تكون هذه العملية بدون «فائدة كبيرة « عندما نجد أن احترام التوقيت بالنسبة للمواطن في بعض الأحيان لا يعني شيئا وغير محترم و يكون الذاب الى « نقطة رمي النفايات اليومية لمنزله» على مدار اليوم.. ليبقى المحيط « يعاني « وغير لائق رغم المجهودات المبذولة .
كما أن التجار « يساهمون « في هذه الصورة المؤسفة التي تؤثر على يومياتنا من خلال رميهم لورق التغليف المختلفة و القارورات أمام متاجرهم في كل وقت و لا يكلفون أنفسهم لرميها في المكان المخصص لذلك أو وضع « إناء « خاص ، الأمر الذي يزيد من صعوبة عمل أعوان « نات كوم « ، الى جانب « الباعة الفوضويين الذين يتركون الأماكن في وضعية « كارثية .
و زادت « التصرفات « غير الحضارية في ملء قائمة الأشياء غير المحبذة في عمل أعوان النظافة عندما يتم ركن السيارات على الأرصفة ، و بالتالي يتم « إرساء حاجز « عن الحافلة التي لا يمكنها الركن في المكان المناسب .. كما يجد العمال صعوبة في الوصول الى الحاويات و تنظيفها بشكل جيد و تكون « مردودية « عامل النظافة غير مناسبة بسبب عمله في هذه الوضعية الصعبة الخارجة عن نطاقه .
و لم تتوقف هذه « الصور « السلبية هنا و انما تأتي ظاهرة « سرقة الحاويات « المخصصة لرمي النفايات حسب ما أكده مدير عام « نات كوم « قائلا : « نقوم في العديد من الأحيان بوضع هذه الحاويات في الأحياء ، لنقف على اختفاء العديد منها ، و نضطر في كل مرة الى اقتناء حاويات جيدة ، في الوقت الذي يصل سعر حاوية واحدة الى 60 ألف دج .. بدون الحديث عن الضرر الذي تكلفه لعملية النظافة في الأحياء « .
و يمكن القول أن العمليات التحسيسية العديدة أعطت بعض النتائج الملموسة على الميدان ، الا أن عملا كبيرا يبقى ضروريا للوصول الى تغيير بعض السلوكات التي لا تخدم « المصلحة العامة « ، كوننا نشاهد و نتابع يوميا تصرف رمي القمامة حتى من الشرفات دون التفكير في الأخرين و تطبيق مقولة « منزلي نظيف و فقط « ..
فالسلوك الحضاري قد يغيّر أشياء عديدة في حالة توفره ، و يرافق مجهود أعوان النظافة بالعاصمة لخفض نسبة انتشار القمامة في بعض الأحياء ...