في ظل غياب «السلوك الحضاري»

الوصول إلى مدينة نظيفة إشكالية مطروحة

حامد حمور

تبقى معادلة الوصول الى مدينة نظيفة بدرجة كبيرة جد صعبة في ظل السلوكات والممارسات التي تصعب من مهام « أعوان النظافة   ، مهما بلغت درجة المجهود و تنظيم العمل و كذا الوسائل المتوفرة حيث أن السلوك الحضاري يغيب في العديد من الأحيان ويؤثر تأثيرا مباشرا و سلبيا على عمل المؤسسات القائمة على تنظيف المحيط.
فالوصول إلى مدن و أحياء نظيفة مهمة الجميع ، و عملية متشعبة تلتقي فيها كل الجهود عند نقطة ستساعد كل السكان للعيش في محيط صحي و ملائم .
و من خلال العمل الميداني اليومي تم إحصاء العديد من التصرفات التي تعيق « عملية التنظيف « حسب ما أكده لنا احمد بن عالية حيث أن اللامبالاة و عدم احترام عمل أعوان النظافة يكون في مقدمة هذه السلوكات المشينة حيث يجد العمال في العديد من الأحيان صعوبات للقيام بعملهم .
فرمي النفايات المنزلية يتطلب احترام الوقت لمرور حافلة أعوان « نات كوم « ، و تكون هذه العملية بدون «فائدة كبيرة « عندما نجد أن احترام التوقيت بالنسبة للمواطن في بعض الأحيان لا يعني شيئا وغير محترم و يكون الذاب الى « نقطة رمي النفايات اليومية لمنزله» على مدار اليوم.. ليبقى المحيط « يعاني « وغير لائق رغم المجهودات المبذولة .
كما أن التجار « يساهمون « في هذه الصورة المؤسفة التي تؤثر على يومياتنا من خلال رميهم لورق التغليف المختلفة و القارورات أمام متاجرهم في كل وقت  و لا يكلفون أنفسهم لرميها في المكان المخصص لذلك أو وضع « إناء « خاص ، الأمر الذي يزيد من صعوبة عمل أعوان « نات كوم « ، الى جانب « الباعة الفوضويين الذين يتركون الأماكن في وضعية « كارثية .
و زادت « التصرفات « غير الحضارية في ملء قائمة الأشياء غير المحبذة في عمل أعوان النظافة عندما يتم ركن السيارات على الأرصفة ، و بالتالي يتم « إرساء حاجز « عن الحافلة التي لا يمكنها الركن في المكان المناسب .. كما يجد العمال صعوبة في الوصول الى الحاويات و تنظيفها بشكل جيد و تكون « مردودية « عامل النظافة غير مناسبة بسبب عمله في هذه  الوضعية الصعبة الخارجة عن نطاقه .
و لم تتوقف هذه « الصور « السلبية هنا و انما تأتي ظاهرة « سرقة الحاويات « المخصصة لرمي النفايات حسب ما أكده مدير عام « نات كوم « قائلا : « نقوم في العديد من الأحيان بوضع هذه الحاويات في الأحياء ، لنقف على اختفاء العديد منها ، و نضطر في كل مرة الى اقتناء حاويات جيدة ، في الوقت الذي يصل سعر حاوية واحدة الى 60 ألف دج .. بدون الحديث عن الضرر الذي تكلفه لعملية النظافة في الأحياء « .
و يمكن القول أن العمليات التحسيسية العديدة أعطت بعض النتائج الملموسة على الميدان ، الا أن عملا كبيرا يبقى ضروريا للوصول الى تغيير بعض السلوكات التي لا تخدم          « المصلحة العامة « ، كوننا نشاهد و نتابع يوميا تصرف رمي القمامة حتى من الشرفات دون التفكير في الأخرين و تطبيق مقولة « منزلي نظيف و فقط « ..
فالسلوك الحضاري قد يغيّر أشياء عديدة في حالة توفره ، و يرافق مجهود أعوان النظافة بالعاصمة لخفض نسبة انتشار القمامة في بعض الأحياء ...


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025