«بعوض النمر» ليس قاتلا وخطره في نقل الفيروسات فقط

انتشاره بـ 4 ولايات و3 بلديات بالعاصمة وهي القبة، السحاولة وخرايسية

فضيلة بودريش

طمأن الدكتور نور الدين إسماعيل رئيس مصلحة الاوبئة والطب الوقائي  بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بأن تسجيل انتشار «البعوض النمر» على مستوى 4 ولايات وثلاث بلديات بالعاصمة لا يشكل خطرا مباشرا وكبيرا على صحة المواطن، بل أنه يمكن تجنب مضاعفاته غير المباشرة بالوقاية والنظافة والتحسيس الجيد لقطع الطريق أمام التهويل الذي يؤدي إلى تخويف المواطنين على خلفية الصور المروعة التي تم تناقلها عبر بعض صفحات  وسائل التواصل الاجتماعي «الفيسبوك».
قدم الدكتور نور الدين إسماعيل شروحا مستفيضة بالمعلومات حول حقيقة ومدى خطورة ظاهرة انتشار البعوض النمر، الذي روج بأنه يفتك بحياة الأطفال والحوامل، حيث لم يخف بأنه ينتشر كثيرا ويتكاثر في الأماكن التي يوجد بها الماء والرطوبة، علما أن منبته الأصلي جنوب قارة آسيا، وأوضح الدكتور إسماعيل أن بعوض النمر مقاوم للبرد ويمكن لبيضه أن يستمر متخفيا في برك الماء والعودة خلال الربيع المقبل، على اعتبار أن ظهوره يقتصر على فصلي الربيع والصيف.
لم يخف الطبيب رئيس مصلحة الوقاية أن أماكن انتشار هذا البعوض الطائر مازال منحسرا في خمس ولايات تتعلق بالعاصمة وتيزي وزو ووهران وجيجل وعنابة أي أغلبها ساحلية، بينما فيما يخص بالعاصمة فإن أماكن انتشار البعوض يقتصر في الوقت الحالي على ثلاث بلديات فقط، وتتمثل في كل من القبة والسحاولة وخرايسية، وإن كانت هذه البعوضة على ضوء توضيحات الدكتور لا يمكن للمواطن أو الطبيب تحديدها والتعرف عليها عندما تلسع التضحية، لكن خطورتها تكمن في إمكانية أن تنقل الفيروسات من شخص مصاب بها إلى شخص آخر معافى لا يعاني منها، أما إذا لم يكن الأشخاص مصابين بأي فيروس لا يمكنها أن تنقل أي مرض وبالتالي لا تشكل أي خطر، والمهم في الموضوع أنه لا يوجد تلقيح خاص بهذا النوع من البعوض الذي يهدد حمل المرأة وكذا الأطفال، وعلى خلفية أنه يتسبب في نقل أربع فيروسات موجودة لدى أصحابها إلى أشخاص آخرين، مثل «زيكا» و»لادونق» و»شنقنقو»، وكلها تشكل خطرا على صحة وسلامة الأفراد سواء كانوا صغارا أو كبارا، علما أن فيروس زيكا يمكنه أن يتسبب في ولادة طفل بمخ صغير، لكن الدكتور قال بأن الأخطار في الجزائر بعيدة كونها لديها تجربة مهمة، وتعمل كثيرا مع منظمة الصحة العالمية، وتملك جميع أشكال المكافحة وتحرص فوق كل ذلك على التحسيس والوقاية على ضوء التحقيقات الميدانية الصحية.
ولدى بروز أي حالة في منطقة ما والتحقق من وجود مصابين، ذكر الدكتور إسماعيل بأنه يمكن تطويق المنطقة سواء كانت عمارة أو حي سكني، والقضاء على هذا البعوض بسرعة ووقاية الأشخاص، لأنه يسهل محاصرته كون قوة انتشاره بطيئة، حيث لا يغير هذا البعوض النمر مكانه ويبقى يتنقل في مساحة 100 متر، وفي رده على انشغال يتعلق بما مدى الاستعانة والاستفادة من تجارب دول عانت من انتشار هذا النوع من البعوض الناقل للأمراض، أن مصلحتهم تتعاون في مجال الأمراض الوراثية مع فرنسا وتتبادل الأبحاث والتجارب حتى مع دول إفريقية، على اعتبار أن الجزائر اختارت في منظمة الصحة العالمية أن تبقى في إفريقيا على عكس تونس والمغرب التي اختارت منطقة الشرق الأوسط، وتحدث في سياق متصل عن وجود العديد من الأبحاث مع منظمة الصحة العالمية وكذا تطبيق برتكولات منظمة الصحة العالمية.

10 أنواع من التلقيح بالجزائر

كشف الدكتور نور الدين إسماعيل عن وجود 4000 نوع من البعوض ينقل الأمراض و3600 نوع آخر من البعوض العادي الذي لا يشكل أي خطر على صحة الإنسان، ماعدا شدة الألم المصاحب للسعة المفاجئة، علما أن معظم أنواع البعوض التي توجد بالعاصمة وبعض ولايات الوسط وكذا الولايات الشمالية، ليست لديها أي تأثيرات سلبية على صحة المواطن، ودعا إلى ضرورة الإقبال على التلقيح، علما أن بالجزائر يتوفر ما لا يقل عن 10 تلقيحات يمكن الاستفادة منها، وفي رده على سؤال يتعلق بعدد الحالات المسجلة بخصوص أمراض الصيف الذي انتصفت مدته، مثل التسممات الغذائية وأمراض العيون وما إلى غير ذلك، أكد أنه على مستوى المصلحة التي يرأسها يركزون اهتمامهم كثيرا على الحالات المعقدة، بهدف إيجاد الحلول السريعة والعلاج الفعال، من أجل أن يشفى المريض ولوقف انتشار عدواها إلى ضحايا آخرين، وأشار إلى تسجيل العديد من حالات الإسهال وعشرات الحالات من السل في شهر واحد، وإلى جانب معالجة 30 حالة زكام. وحذر الدكتور بأن البعوض النمر لديه القدرة على نقل من جسم الإنسان إلى جسم إنسان آخر ما لا يقل عن 20 فيروسا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024