المضاربون يتلفون المنتجات ويحتكرون السلع لإلهاب الأسعار

تكالب على الأراضي الفلاحية ولا يجب التخلي عن المساحات الهامة

فضيلة بودريش

باتت الأسواق محكومة بقبضة المضاربة، يسيطر عليها العديد من الوسطاء والسماسرة الذين يفرضون منطق أسعار ملتهبة من دون ردع أو مكافحة الظاهرة، التي تضر كثيرا بالقدرة الشرائية للمواطنين بدون وجه حق، ولم يعد الأمر يقتصر فقط على الخضر والفواكه بل مختلف المنتجات تطالها المضاربة، ولعل أضحية العيد واحدة من بين التي تتعرض أسواقها للاحتكار، وتسوق فيها الأضحية بأسعار تفوق بكثير تلك التي يعرضها الموال ومختلف المربين عبر كامل التراب الوطني، ويبدو أن هواة الربح السريع يقتنصون في كل مرة الفرص الذهبية ليجنون من جيوب المواطن البسيط المتوسط الدخل المال الوفير الذي يفتح شهيتهم لتكرار مغامرة المضاربة لأي منتوج يعرف رواجا في السوق..

لم يتردد محمد عليوي الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين في توجيه أصابع الاتهام، لما تعرفه السوق من ارتفاع جنوني في أسعار الخضر والفواكه منذ عشية شهر رمضان الماضي، إلى السماسرة والوسطاء الذين يحصدون تعب الفلاح، وفوق ذلك يستنزفون جيوب المستهلك، حتى وإن اقتضى الأمر بإتلاف المنتجات الوفيرة، من أجل تقليص الكمية المتدفقة على الأسواق وبالتالي تلتهب أسعارها.
وأوضح عليوي بخصوص مسألة عدم تنظيم السوق، معترفا في سياق متصل بالفوضى المسجلة في عملية تسويق المنتجات الفلاحية على وجه التحديد، حيث يكون ضحيتها المواطن ولا يستفيد منها الفلاح، وقال أن المستفيد الأول الوسيط أو السمسار أو ما يصطلح عليه بالطرف الثاني الذي يحاول بشتى الطرق الحفاظ على سقف عالي من الأسعار، ولا يتعلق الأمر بالتاجر الحقيقي وإنما الدخيل، أي حتى إذا اقتضى الأمر اللجوء إلى إتلاف السلع لإبقاء سقفها عاليا، وفي ظل اعترافه بوجود إنتاج وفير هذه السنة من الخضر والفواكه، لكن قابله غلاء محسوس، وتأسف  عليوي إلى عدم وجود التنسيق الكافي، وتحدث بالمقابل عن مسألة  دعم الفلاح من خلال مرافقته من طرف المستثمرين لإنعاش الصناعة التحويلية، حيث صرح بأن منتدى رؤساء المؤسسات طالب الفلاحين بتكثيف المنتجات الفلاحية، وينتظرون اليوم  التزامه من أجل استغلال الفائض في الصناعات التحويلية حتى لا يتكبد الفلاح الخسائر. في وقت يحتاج فيه الفلاح إلى دعم من طرف المستثمرين.
وفي الشق المتعلق بغزو الإسمنت للمساحات الزراعية الخصبة، وقف عليوي على ما أسماه بالتكالب الذي سجل على الأراضي الزراعية في كل مكان، على اعتبار أن المسألة حساسة وقد تمس بالأمن الغذائي، وأثنى كثيرا على تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أعطى دفعا حقيقيا للمسألة بما أفضى إلى دسترة الأراضي الفلاحية، خاصة ما تعلق بالأراضي الهامة التي لديها إنتاج وفير، وجاءت ثلاث تعليمات من أجل عدم المساس بالأراضي الفلاحية، ويتعلق الأمر بتعليمة الوزير الأول ووزير الداخلية وكذا وزير العدل، على خلفية أنه يستحيل التفريط والمساس بالأراضي الخصبة التي تتوفر على المياه، وبالمقابل يمكن تشييد البنايات والمساكن في الأراضي الزراعية الضعيفة.
أما فيما يتعلق بأضحية العيد، طمأن محمد عليوي الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين بأنه يتوفر في الجزائر ما لا يقل عن 27 مليون رأس غنم، سوف تسخر منها ما بين 4 و5 ملايين رأي لعيد الأضحى، كاشفا أن الجزائر البلد الوحيد في منطقة المغرب العربي من لا يستورد أضحية العيد من بلدان أجنبية. وتحدث عليوي عن مقترح الاتحاد الذي تم طرحه على السعوديين، من أجل تمويل الحجاج الجزائريين الذين قد يصل عددهم إلى 37 ألف حاج، حيث تتم مرافقتهم بنحو 40 ألف رأس غنم، لكن مازال إتحاد الفلاحين لم يتلق أي رد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024