أحيت عائلات عاصمة الاهقار عيد الأضحى المبارك ، في أجواء تملؤها البهجة و السرور ، و تميزها تقاليد و عادات كل مجتمع عن غيره ، فمع حلول صباح عيد الأضحى المبارك وكغيرهم من المسلمين يتوجه السكان إلى تأدية صلاة العيد فيما يعرف بمصلى العيدين بواد سرسوف بعاصمة الولاية ، و الذي يعد مفتوحا على الهواء الطلق ، في صورة تشد الناظر لذلك المنظر الجميل ، الذي يجتمع فيه ألاف المصليين في فضاء مفتوح ، جعل هذا التجمع يصنف في العديد من المرات كأكبر تجمع بالوطن بعد عودة المصلين من المصلى ، يذهب كل واحد إلى منزله للشروع في إحياء إحدى أهم الشرائع الإسلامية ، بنحر كل واحد لأضحيته بين عائلته ، في جو تملئه الفرحة و السرور ، قبل أن يشرع السكان في تبادل الزيارة بين بعضهم البعض ، في جو من الألفة و التأخي.
في هذا السياق و في حديثه عن أجواء وعادات اليوم الأول ، أكد دحمان نور الدين لـ«الشعب» أن أول أيام عيد الأضحى ، و بعد العودة من المصلى و تهنئته لأهل بيته بالعيد ، و القيام بذبح الأضحية ، يشرع كل فرد بطهي ما يعرف بالملفوف على الجمر و هو (الكبدة ملفوفة بالشحم) الذي يعد أحد أهم الأكلات التي يحبها سكان المنطقة ، حيث يستقبل كل زائر أو مهنئ ، من يزوره بتقديم الملفوف ، دون الاستغناء عن كأس الشاي الذي يعتبر سيد الجلسات و الأفراح .
أما في اليوم الثاني ، يضيف المتحدث و بعد أن يتم ترك الأضاحي بعد ذبحها لتجف جيدا ، فيقوم معظم السكان بعملية التقطيع و منه التصدق من الأضحية على الفقراء والمساكين ، ليقوم كل واحد بإعداد الأكلة التي يحبذها و التي تنحصر عادتا في المشوي على الجمر بمختلف أنواعه ، في حين يحبذ الغالبية إعداد اللحم المطهي تحت التراب أو ما يعرف بـ (المردوم) و هذا بعد لفه في قطعة من الورق و دفنه في مكان تم إشعال النار فيه خصيصا لذالك ، ليطهى اللحم بفعل الحرارة الداخلية للمكان ، مما يجعله يستغرق وقت طويل لتحضيره، كما يقوم بعض السكان بإعداد الكسرة (التاجلاء) أو ما يعرف بـ (الملة) – خبزة تطهى تحت التراب-، ليتم إستقبال كل زائر لأخيه بطبق من اللحم المشوي وطبق التاجلاء .