الأستاذ عبد القادر صوفي لـ «الشعب»:

حوار سياسي من أجل شراكة استراتيجية

حياة / ك

 

تمثل زيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى الجزائر اليوم محطة هامة لترقية التعاون الثنائي بين البلدين ، لأنها تندرج في إطار التوجهات الإستراتيجية الجديدة، ضمن مقاربة مبنية على تنويع الشركاء، على غرار الشراكة الجزائرية الصينية والشراكة الجزائرية التركية، حسب ما أكده في تصريح ل «الشعب» عبد القادر صوفي أستاذ باحث في العلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية.

بحسب القراءة السياسية للباحث صوفي ، فان  هذه  الزيارة تأتي في إطار دعوة رسمية من قبل رئيس الجمهورية، وقد كانت مبرمجة سابقا وتم تأجيلها، ويمكن تصنيفها في 3 أبواب: الباب الأول يخص العلاقات الدبلوماسية، ويتعلق الثاني بالشؤون الأمنية والتبادلات الاستخباراتية، وهو يكتسي أهمية بالغة لكلا البلدين ثم يأتي الباب الأخير وهو باب العلاقات الاقتصادية.
ومن خلال منظورين قال صوفي أن الجزائر تعتبر ألمانيا شريكا استراتيجيا فيما يخص التموين سواء  بالطاقة الاحفورية، أو الطاقات المتجددة ،على غرار مشروع «ديزر-تيك»، كما أن ألمانيا موجودة في العديد من الميادين سواء في الصناعة، البيئة، الطاقة والتحويل التكنولوجي.

التعاون الأمني لمواجهة التهديدات و ظاهرة الهجرة غير الشرعية

بالنسبة للبلدين، قال المتحدث أن هناك مواضيع الساعة ذات أهمية كبرى على غرار مشكلة الهجرة ،التي تمثل هاجس كبيرا بالنسبة لأوروبا، وألمانيا تمثل قاطرة بالنسبة لهذه القارة فيما يخص هذه المسالة ، كما يمثل التعاون  الأمني مجالا هاما في إطار الشراكة القائمة بين البلدين لمواجهة كل التهديدات، من خلال التبادل الاستخباراتي، وهي المواضيع التي ستحظى باهتمام كبير في إطار المباحثات بين مسؤولي البلدين.
وفي الجانب الدبلوماسي،  أكد صوفي أن هناك تقارب في وجهات النظر في المسائل السياسية في المناطق التي تمثل بؤر توتر، وقضايا تمس الوطن العربي كقضية سوريا، ليبيا وشمال مالي وكلها مواضيع ستطرح خلال الزيارة، من اجل الخروج بحلول ناجعة في كيفية التعامل مع هذه القضايا.

الجزائر شريك استراتيجي يمون ألمانيا بالطاقة المتجددة

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي قال صوفي أن ألمانيا في خيارتها، نجد أن شراكتها مع الجزائر نابعة من أهمية الجزائر ومكانتها في منطقة المتوسط و الشرق الأوسط وإفريقيا، كما أنها تجد في الجزائر مناخا اقتصاديا يناسبها، بالنظر إلى أسعار الطاقة التي تعد «بخسة» مقارنة بتلك الموجودة  في أوروبا، خاصة بعدما تخلت على «الطاقة النووية «تجد في الجزائر شريك استراتيجي يمونها بالطاقة البديلة التي تحتاجها.
كما تمثل الجزائر بالنسبة لألمانيا بيئة سانحة لتطوير علاقات اقتصادية على أساس مبدأ رابح – رابح، وهذا ما يجعلها تعمل على  الدخول في مجالات جديدة و تقوية شراكة في تلك التي كانت موجودة فيها.
وبالنسبة لبلادنا فانه يمكنها الاستفادة من التحويل التكنولوجي  لتدعيم التنمية المحلية،لان ألمانيا  تمثل احد الشركاء المهمين بالنسبة للجزائر خارج الشركاء التقليديين في مجال الطاقة، وقد ذكر صوفي بالقطاعات الهامة محل الشراكة بين البلدين على غرار السيارات والمواد الصيدلانية...
حسب الباحث في العلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية تنتظر الدول التي تربطها شراكة على غرار فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا من هذه الزيارة  مخرجات ستكون جد مفيدة، حيث ستكون الجزائر اكبر رابح ،لان  ألمانيا تمثل شريكا قويا بالنسبة لها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024