الجزائر لقنت أصول العودة لإسلام الوسطية المعتدلة، عيسى:

ميثاق المصالحة الوطنية منهج لحياة ومخرج لمأساة

دار الإمام: سهام بوعموشة

 

لا نريد سماع مزايدات لمن  يبثون أفكار التفرقة والتطرف
أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، دور الجزائر في تلقين أصول العودة إلى إسلام الوسطية المعتدلة والخروج من الإرهاب، بتأسيسها مبادرة العيش معا في سلام التي نشأت من الزوايا وصادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد جمع أكثر من 5 ملايين توقيع عبر العالم، واصفا ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في ذكراه 13 بأنه منهج للحياة وتكريس لهذه المبادرة، داعيا للكف عن بث خطاب التيئيس.

أكد الوزير، لدى ترؤسه أمس أشغال الندوة التنظيمية الوطنية الرابعة للمركز الثقافي الإسلامي وفروعه المنظمة بدار الإمام بالمحمدية تحت شعار:«المراكز الثقافية الإسلامية...رسالة حضارية وعمل تفاعلي منظم»، أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي صادق عليه الشعب الجزائري بنسبية 97 بالمائة تقريبا، أتت ثمارها من خلال تجفيف منابع الإرهاب وإيقاف إراقة دماء الجزائريين، من أجل أن لا ترجع الجزائر إلى ما عاشته من مأساة وطنية، مشيدا بتضحيات شهداء الواجب الوطني من الأئمة الذين رفضوا إصدار فتاوى تدعم الإرهاب وتحرف تعاليم ديننا الحنيف، كما رفضوا تسليم المساجد لمن لا يعرف قيمتها، وضرب الجزائر والإسلام من على منابر المساجد.
في هذا السياق أشار عيسى إلى أن عدد الشهداء من الأئمة الذين راحوا  ضحية الإرهاب  يقدر ب114 شهيد، وهو عدد سور القرآن الكريم: قائلا:» أسرة الشؤون الدينية والأوقاف لن تنسى أبناءها الشرفاء، من استشهدوا كانوا يمثلون المرجعية الدينية للجزائر ، لا أعرف أحدا منهم له مشرب غير مشرب أجدادنا، لا نريد سماع مزايدات لهؤلاء الذين يبثون أفكار التقسيم والتمييز والتصنيف».
ودعا الوزير مدير المركز الثقافي الإسلامي وفروعه لتحويل نشاطاته لتكون فضاء مفتوحا لشبابنا لفتح النقاش عن الأزمة التي مرت بها الجزائر، وبث تاريخ الثورة المجيدة والتاريخ الإسلامي، وإلقاء المحاضرات التي تدعو للعيش معا في سلام»، وحسبه فإن وظيفة المركز تكملة دور المسجد وبتناغم مع ما تبثه  الجامعات ومراكز البحث والمتاحف التابعة لوزارة المجاهدين وهكذا نكون قد حققنا جزءا من معاني المصالحة الوطنية على حد قوله.

الجزائر في مرحلة الوقاية من العودة إلى التطرف والإرهاب

أضاف عيسى أن انطلاق  الموسم الثقافي لسنة 2018/2019، إختيار يدفعنا لجعل مؤسساتنا بوسائلها المتاحة من أجل  شباب الجزائر كي لا يقع من جديد فيما وقع فيه سلفه،   مشيرا إلى أنه رفض توقيع ما سمي باتفاق محاربة التطرف في الجزائر مع إحدى المنظمات الإسلامية العالمية رغم جهودها، لأن الجزائر في مرحلة الوقاية من العودة إلى التطرف والراديكالية والإرهاب ، بحيث قضت على هذه الظاهرة وجففت منابعه بمهنية عالية وأصبحت تصدرها للخارج وتعلمها للأمم،  ولن تتعاون مع من كان بالأمس يشاهد الجزائر تحترق وتتألم وتكفكف دموعها وتلملم جراحها ويتشفى دون أي يحرك ساكنا.
وقال الوزير أن المصالحة هي برنامج عمل ومنهج حياة في المجتمع ويوجه دفة الثقافة وأن العيش معا في سلام هو من وحي المصالحة الوطنية والكف عن اتهام بعضنا، و أن غير المسلمين لهم حرية ممارسة المعتقد في إطار الشريعة الإسلامية وقوانين الجمهورية، التي إختارت العربية لغتها وهويتها الوطنية  لا يعني أن تنكمش عن العالم وعلى غير العربية لغة وثقافة، واختيار الأمازيغية كمركب أساسي  من هويتنا لا يعني الانسلاخ عن الانتماء العربي والتقوقع والانفصال بل هي الجزائر المتنوعة والقوية.    
وتوجه عيسى للأشقاء الفلسطينيين المرابطين بالأراضي المحتلة، بأن  الكيان الصهيوني الذي ما يزال متخلفا ومناقضا للتاريخ، قائلا:« نبشر  إخواننا في فلسطين بقروب الاستقلال وسوف تقف  الجزائر معهم في عاصمتهم الأبدية القدس الشريف».

دور المسجد كبير في الدعوة الى التسامح

من جهته إعتبر رئيس المركز الثقافي الإسلامي بالمحمدية  أحمد يسعد، الذكرى 13 للإستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بأنه جسد مقصدا عظيما من مقاصد ديننا الحنيف الذي ينص على أن نكون أمة واحدة، وكالجسد المتراص مثلما حث عليه الرسول الله صلى عليه وسلم،  مشيرا إلى أن أبواب المركز ستظل مفتوحة لكل الشباب.
يجدر الذكر  أنه تم عرض فيديو  حول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية يبرز فيه دور المساجد عبر الوطن في الدعوة إلى التسامح ونبذ العنف.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024