رافع لمواصلة جهود تجفيف منابع التطرف، عيسى:

لن نسمح للخطاب المسجدي بالخروج عن المرجعية الدينية الوطنية

حياة كبياش

 114 أمام اغتيلوا في العشرية السوداء بسبب رفضهم ترك المنابر لدعاة الفتنة
 محاربة الفكر التيئيسي والتكفــــــــــــــيري حمايـــــــــــــــة لأصول الــــدين والمجتمـــــــع
«لن يسمح للائمة في المساجد بث خطب دينية خارج المرجعية الدينية الوطنية ، و لا بد ان تكون الخطب التي يلقونها من على  منابر المساجد تترجم الواقع الاجتماعي في بعده العقائدي» ، هذا ما شدد عليه وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى .

 قال عيسى إن الاهتمام بالخطاب الديني ومرافقة الأئمة هي المرحلة الأخيرة من محاربة «التيئيس» المؤدي إلى التطرف و الإرهاب ، حتى يصبح المجتمع يتدين تدينا عاديا ، و حتى لا يصبح موضوع الدين «موضوع توتر ، و موضوع خلاف موضوعا دينيا ، و التمييز بن شخص وآخر على أساس القناعة الدينية» ،كاشفا انه «تم  سنة 2015 إنزال عدد من الأئمة الذين كانوا يبثون فكار الكراهية و الفتنة  من على  المنابر.
اعترف عيسى ، البارحة ، عبر الأثير من خلال «فوروم الإذاعة»، أن هناك أئمة تأثروا ببعض الدعاة الذين ما يزال لديهم صيت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، ولذلك أعدت وزارته برامج تكوين ورسكلة للائمة ، ويدخل ذلك في إطار تجفيف أسباب التطرف ، و هي المرحلة الأخيرة للقضاء نهائيا على هذه الآفة التي خلفت دمارا كبيرا في البلد ولم يسلم منها حتى  الأئمة ، مفيدا انه تم تكريم 114 إمام اغتيلوا في العشرية السوداء ، وهم الذين رفضوا أن يتركوا منابرهم لدعاة الفتنة ، أو يستغلوا لبلوغ هذه الغاية التي أرادوها ، كاشفا انه سيتم إطلاق أسمائهم على المساجد.

تكريم أساقفة ورهبان اغتيلوا في العشرية السوداء يوم 8 ديسمبر

أفاد  الوزير في هذا السياق انه سيتم تكريم  الأساقفة والرهبان الذين اغتيلوا في العشرية السوداء بالجزائر (رهبان تيبحيرين و أسقف وهران السابق ...) ، يشرف عليها الكرسي البابوي من قبل الكاردينال «بيشو» ، حيث  طلب الفاتيكان أن يتم هذا التكريم في بلادنا ، و قد استجاب رئيس الجمهورية  لهذا الطلب و سيتم ذلك في كنيسة سانتا كروز بوهران  في 8 ديسمبر القادم ( يوم تطبيب هؤلاء الأساقفة و الرهبان و إعطائهم رتبة  الشهداء بحسب ديانتهم و هي الرتبة التي تسبق القداسة ، مشيرا إلى أن هذا التكريم يدل في إطار «العيش في سلام».
بالرغم من تأكيده على الجانب الرقابي و إن  مصالح وزارته بالمرصاد و هي تعمل على مراقبة نوعية الخطاب فوق المنبر ، قال عيسى  أن أئمة المساجد عبر كافة ربوع الوطن ، لهم كافة الحرية في تصرفاتهم اليومية والشخصي ، مضيفا  أن الدولة هي من تسهر على دفع  نفقات وتسديد أجرة هذا الإمام الذي يتعين عليه العمل وفق قوانين الجمهورية و ما يخدم المصلحة العليا للبلاد ، و ليس استجابة لدعوات أو لإملاءات تأتي من الحجاز و غيرها .
 رجع الوزير عيسى إلى الوراء و راح يتحدث عن أسباب دخول الأفكار المتطرفة إلى الجزائر و التي حدثت في «غفلة من المثقفين» في الثمانينات - كما صرح بذلك على هامش الفوروم - ، و التي أدت – حسبه-  إلى  تسرب  أنماط أخرى من التدين للجزائريين آنذاك ، حيث اخذ إخواننا المشارقة و الحجازيون موقفا و راحوا  « يطعنوننا في ديننا ويتهموننا بالكفر بسبب الاشتراكية التي اتخذتها الجزائر كنظام اقتصادي آنذاك « على حد قوله.

ورشات وطنية لمناقشة المرجعية الدينية أكتوبر الجاري

وأفاد في هذا الصدد انه سيتم شهر أكتوبر الجاري تنظيم   ورشات وطنية لمناقشة المرجعية الدينية ، يتم خلالها فتح نقاش « لن يقصى أحد منه « باستقرار التاريخ و وفق  مبادئ و أصول الدين ، مقرا بان هناك «دبلوماسية دينية حقيقية» مكرسة في الجزائر ، مؤكدا أن وزارته أسست بمعية  وزارة الشؤون الخارجية ثنائية ، لأنه عندما تتحدث هذه الأخيرة  عن الراديكالية الدينية ، تتناغم معها الأولى ، ما يدل على انه «أي الخطاب» خرج من ورشة واحدة .


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024