ارتفاع عدد الجزائريّين الوافدين إلى تركيا بـ 20 ٪
سجّلت العلاقات الجزائرية التركية في عدة مجالات تطورا هاما مست قطاعات يعول عليها لتحقيق الإقلاع الاقتصادي بعيدا عن الريع البترولي، حيث سجلت المبادلات التجارية بين البلدين قيمة 3.5 مليار دولار، تتقاسمها مناصفة الواردات والصادرات، هذا ما أكده السفير التركي محمد بوراي.
وخلال استضافته أمس بمنتدى جريدة «الوسط»، كشف السفير التركي بالجزائر عن استثمارات هامة تجمع البلدين في العديد من القطاعات على رأسها النسيج وصناعة الحديد والصلب والمواد الصيدلانية والكيميائية والطاقة والبناء، زيادة على اتفاقيات شراكة وتعاون في قطاع السياحة والفلاحة، ستجسد جميعها قريبا في الميدان قصد تعزيز المبادلات التجارية وإعطاء دفعا جديدا للعلاقات الثنائية.
علاقات تاريخية متينة تجمع تركيا بالجزائر، جعلت التعامل والتعاون بين البلدين - على حد تعبير السفير - أقوى في الوقت الراهن في الكثير من المجالات، من بينها الصناعية والتجارية والسياحية والثقافية وحتى السياسية، واصفا نوعية العلاقات القائمة بين تركيا والجزائر بالمتميزة،ساهم في تحقيقها الإرادة المشتركة على أعلى مستوى لتعزيز أكثر بما يخدم البلدين.
واعتبر الشراكة الاقتصادية بين تركيا والجزائر الجانب الأهم في العلاقات بين البلدين، خاصة وأن تركيا تعد أول بلد أجنبي مستثمر في الجزائر، حيث تنشط بالجزائر في الوقت الراهن 1000 شركة تركية منها 15 مؤسسة، تعتبر من أقوى الشركات التركية في العالم، موضحا أن الجزائر تمتلك مقومات هامة تمكنها من خلق مناخ أعمال جيد وملائم للمستثمرين الأتراك.
وأعرب عن رغبة الحكومة التركية في نقل خبرات البلد إلى الجزائر في العديد من المجالات من بينها القطاع السياحي، خاصة وأن الجزائر تزخر بمقومات سياحية هامة لاسيما في منطقة الصحراء، ما يمكنها من الاعتماد على قطاع السياحة لتنويع اقتصادها مضيفا أنهم بصدد إنشاء لجنة مختلطة لدراسة كيفية تطوير العلاقات بين البلدين، خاصة ما تعلق باتفاقيات الشراكة وتبادل الخبرات.
وفيما يخص الشأن السياسي، أكد أن الزيارات التي يقوم بها أعضاء في الحكومة التركية إلى الجزائر في العديد من المرات سمحت بتبادل الخبرات والآراء بين البلدين حول الأوضاع السياسية، وكيفية التعامل معها وتوفير الاستقرار والأمن في البلد ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الجزائر لديها خبرة وتجربة هامة فيما يخص فك نزاعات الدول المجاورة على غرار الأزمة الليبية والمالية.
كما كشف السفير التركي عن ارتفاع عدد الجزائريين الذين اختاروا تركيا مقصدا لهم بنسبة قدرت بـ 20 بالمائة، بعد تسجيل حوالي 220 ألف جزائري بين المقيمين والسياح خلال السنة الفارطة، مرجعا السبب في تزايد الإقبال على الأراضي التركية إلى التسهيلات الممنوحة فيما يخص تأشيرات الدخول إلى تركيا، وتوجه الجزائريين للعلاج في مستشفيات اسطنبول التي توفّر أفضل الخدمات الطبية بأسعار مقبولة،في إطار مشروع السياحة العلاجية الذي يساهم بشكل كبير في الرفع من مداخيل الاقتصاد التركي.
