وقف بشير فار والي الولاية خلال الزيارة الميدانية التي قادته إلى منطقة عين بوزيان ببلدية العنصر، في احتفالية خاصة بعودة السكان إلى هذه المنطقة، التي شهدت سنوات التسعينات من القرن الماضي هجرة جماعية لقاطنيها هروبا من ويلات الإرهاب، لكن اليوم عادت الحياة من جديد إلى عين بوزيان بسبب استتباب الوضع الأمني وتوفير ضروريات الحياة بها مع منح برامج الدعم لهم، كما مس البرنامج 16 بلدية جبلية.
المبادرة جاءت في إطار تشجيع عودة السكان إلى مناطقهم الأصلية، حيث تمّ تخصيص برنامج موجّه لفائدة مواطني هذه المناطق المتضرّرة بقيمة 2 مليار دج، يتضمن هذا البرنامج فك العزلة من خلال فتح وتهيئة المسالك الجبلية، وكذا غرس 60 ألف شجرة مثمرة وتوزيع قرابة 8 آلاف وحدة لاقتناء خلايا نحل مملوءة ووحدات لتربية الحيوانات الصغيرة.
والي الولاية وبالمناسبة أشرف على توزيع عيّنة من شهادات الاستفادة من قطع أرضية، وتمويل مشاريع استثمارية في الصناعات النباتية والغابية على المستفيدين، وبما أن الولاية تزخر بامكانيات طبيعية وثروات غابية هامة تؤهّلها بأن تكون قطبا استثماريا خلاّقا للثروة ومساهما في الاقتصاد الوطني، من خلق مناصب الشغل وجلب العملة الصعبة، تمّ عقد اتفاقية ممضاة بين شريك جزائري مع شريك أجنبي (إيطاليا وتونس) فيما يخص استغلال شجرة الضرو كمورد اقتصادي هام في المستقبل، التي تنتشر على مساحة 78 هكتار بجبال وغابات جيجل، خاصة وأن هذه الشجرة الفريدة من نوعها عبر العالم والتي لها أهمية كبيرة في الطب والصناعات التجميلية، حيث ثمّن والي الولاية “استغلال هذه الغابات التي كانت بالأمس أحراش، لتكون في المستقبل القريب مصدر للعملة الصعبة”.