تعد مسألة الأرشيف قضية “مهمة” بالنسبة للخلاف التاريخي بين الجزائر وفرنسا، وتبدو مهمة “جوهرية” بالنسبة للرئيس ايمانويل ماكرون، حسب المؤرخة سيلفي تينول.
وفي مقال نشرته “ذو كونفيرسايشن فرانس” موقع إعلام الكتروني، أشارت هذه المختصة في حرب التحرير الوطنية أنه “بعد مضي أكثر من نصف قرن على استقلال الجزائر تبقى مسألة الأرشيف قضية هامة في الخلاف التاريخي بين الجزائر وفرنسا، وتبدو كمهمة جوهرية بالنسبة لايمانويل ماكرون الذي تبدو عهدته مبتكرة في هذا السياق”.
وفي هذا المقال، تساءلت هذه الباحثة في المركز الوطني للأبحاث العلمية حول الجرد الفرنسي - الجزائري الخاص بأرشيف الجزائر خلال الفترة الاستعمارية الذي يجب إعداده سيما بعد أن صرّح الرئيس الفرنسي بأن الاستعمار شكل “جريمة ضد الانسانية”، واعترافه مؤخرا بمسؤوليات الدولة في التعذيب و الإختفاءات خلال حرب التحرير الجزائرية.
وترى هذه الباحثة التي ناقشت سنة 1991 عملا علميا حول “مظاهرات الجزائريين بباريس في 17 أكتوبر 1961 وقمعها”، وأطروحة سنة 1999 حول “العدالة في حرب الجزائر” في حالة الجزائر المستعمرة وحربها “الشرسة” من أجل الاستقلال، فإنّ الارشيف يحفظ آثار حكايات فردية “تلاحق العائلات اليوم”.
في هذا الخصوص صرّحت المؤرّخة أنّ “حالة أسرة موريس أودان تعد استثنائية وعادية: استثنائية من خلال تدويلها بفضل التجند المستمر لزوجته وأولاده وعادية لأنها تمثل فقدان شخص عزيز في هذه الحرب، حتى وإن لم تعبر هذه العائلات عن ذلك علنا”.
من جهة أخرى، اعتبرت المتدخلة أن الخلاف الفرنسي - الجزائري
«يجب تجاوزه”، حتى وإن تعلق الأمر بملف “معقّد” مذكرة أنه منذ 1962، تاريخ استقلال الجزائر، “لم تتوقف السلطات الجزائرية عن المطالبة باسترجاع جميع الوثائق”.
وقد أوضحت سيلفي تينول أن مسألة الأرشيف بين فرنسا والجزائر لا تزال تعالج على المستوى الديبلوماسي.
كما أكّدت أنّه “من الصعب جدا” إعداد حصيلة شاملة حول الصناديق المحفوظة في فرنسا لأنه بالرغم من الجهود المبذولة من أجل اعداد عمليات جرد منتظمة، فإن الأرشيف الوطني بمنطقة اكس أون بروفانس لا يزال يحتوي على صناديق غير مصنفة.
من جهة أخرى، أشارت هذه المؤرخة الى أن باحثين أجانب قاموا مطلع سنوات2000 بزيارات للبحث لاحظوا خلالها كثرة الصناديق التي بقيت في الجزائر وإسهاماتها في كتابة التاريخ.
في نفس السياق، أعربت المتدخّلة عن أملها في القيام بجرد ثنائي للمصادر المحفوظة لدى الجهتين “المنعدم تماما”.