أساتذة وخبراء بسكيكدة في نقاش حول قضايا الساعة

الإعلام أكثر الأدوات تأثيرا في الرأي العام وصناعة القرار

سكيكدة: خالد العيفة

الترويج لقيم التسامح والتعايش والحوار الثقافي

الملتقى الوطني السابع النقاش على وسائل الإعلام وقضايا الساعة بجامعة “20 أوت 1955” بسكيكدة، برئاسة الأستاذ الدكتور جمال بن زروق، ويختتم الملتقى اليوم بالمصادقة على جملة من التوصيات الهامة.
الملتقى اهتم بدور وسائل الإعلام في المجتمع الحديث البارز في عملية التنشئة الاجتماعية، ويزداد هذا الدور أهمية وتأثيرا بانتشار هذه الوسائل وتكورها التقني واختراقها مختلف مناحي الحياة، من خلال غرس القيم الاجتماعية وتحديد المعايير الثقافية، والتصدي للمشكلات والآفات الاجتماعية.
أما على الصعيد الثقافي، تمثل وسائل الإعلام أدوات ثقافية تساعد على دعم المواقف أوالتأثير فيها، وتوحيد مناهج السلوك وتحقيق التكامل الاجتماعي، كما تلعب هذه الوسائل دورا رئيسيا في تطبيق السياسات الثقافية وإقرار الديمقراطية في هذا المجال، وهي إضافة إلى ذلك تشكل بالنسبة للملايين من البشر، الوسيلة الأساسية في الحصول على الثقافة بجميع أشكال التعبير الخلاق.
ومن جهة أخرى، لوسائل الإعلام دور في إشاعة قيم التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة ونبذ أشكال التميز العرقي والتعصب الديني، من خلال إرساء الحوار والتلاقح بين الحضارات والأديان، مؤسسة بذلك مجتمعا عالميا قائما على التنوع الثقافي والحضاري.
ولأن وسائل الإعلام لم تكن بمنأى عن التطورات المتسارعة كما أكد الدكتور بن زروق “التي أحدثتها التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال ومواكبة بذلك التطور الذي اقتضته العولمة الإعلامية، وجدت مختلف وسائل الإعلام نفسها أمام رهانات جديدة تتعلق أساسا بمدى التكامل والتناقض بين ما هوتقليدي وما هوجديد، بعد أن غيرت ثورة المعلومات بعض الممارسات الإعلامية وطرحت إشكالات حول الدور الجديد لوسائل الإعلام، في إطار ما سمي بالإعلام الجديد، وما استتبعته من مفاهيم شكلت في مجملها السمات الأساسية لمجتمع المعرفة الذي نعيشه اليوم”.
 في المقابل، يضيف بن زروق أنه تم تحديد أهداف الملتقى على النحوالتالي؛ الوقوف على مختلف القضايا الراهنة التي تهتم بمعالجتها وسائل الإعلام، التعرف على مساهمة وسائل الإعلام في تطور القضايا المطروحة على مختلف الأصعدة، والتعرف على العلاقة بين الخط السياسي والإيديولوجي لوسائل الإعلام، وترتيب معالجة القضايا الراهنة.
وتطرق العديد من الأساتذة في عدة محاور، على غرار الدكتورة غنية شافعي أستاذة بقسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة 20 أوت 55، التي أوضحت في مداخلتها” أنّ وسائل الإعلام التي أصبحت اليوم تروّج لما يسمى بالعولمة الإعلامية التي أدت إلى ظهور مصطلحات جديدة كالغزوالثقافي، أوالاختراق الثقافي”، التي ساهمت بشكل كبير في تذويب الهوية الثقافية للجماعات المحلية.
وأوضحت شافعي أنها أصبحت تؤسس لهوية منمطة أقل ما يقال عنها أنّها هوية أمريكية تحمل أبعادا ثقافية تخالف أبعاد ثقافة الهوية الوطنية”، وأكدت الدكتورة “أنّ أصل مفهوم العالمية هوالذي يحترم التنوع الثقافي ويؤسس لتفاعل إنساني ذو ثقافات متعددة تشكّل مصدرا للإبداع، مضيفة بأنّه لا بد من تجاوز سلبيات العولمة الإعلامية التي جعلت العالم قرية صغيرة، من أجل التأسيس لتنوع الثقافي يضع حدا لسلبيات هذه العولمة الإعلامية”.
أما الدكتور بابوري عبد الكريم  فيرى في مداخلته، “أنّ الإعلام البديل لا يمكنه في أي حال من الأحوال أن يكون بديلا عن الإعلام التقليدي، مفندا كل الأطروحات التي تؤكد على زوال الإعلام التقليدي، مشيرا أنّه لا توجد وسيلة حديثة تلغي وسيلة قديمة من منطلق وحسب التاريخ كما قال، أن هناك دائما تعايشا وتوافقا بين الوسائل الجديدة والقديمة حيث تؤثر الوسائل الجديدة في الوسائل القديمة من خلال إدخال عليها تغيرات وتعديلات، وبالمقابل فالصحافة الحديثة تنطلق من عدد من ثوابت الصحافة القديمة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024
العدد 19465

العدد 19465

الأربعاء 08 ماي 2024
العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024