دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أول أمس، في تلمسان إلى « ضرورة استحضار واستقراء الصفحات المشرفة من ذاكرتنا الوطنية التي توحدنا». وأبرز الوزير لدى إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني «الذاكرة التاريخية توحدنا والجزائر تجمعنا» المنظم من طرف الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني أنه «يتوجب علينا أن نستحضر ذاكرتنا الوطنية للتزود من أنوارها والاستلهام من قيمها النبيلة ودلالاتها السامية في مسيرة الحاضر والمستقبل».
وأضاف أن الذاكرة الوطنية «هي أهم ممتلكاتنا وهي منبع قوتنا ورافعة عزتنا وشموخنا وأنه يجب العمل على إبراز مفاخرها واستحضار خصوصياتها المميزة وتكريم أولئك الأبطال الذين صنعوا أمجادنا من الشهداء والمجاهدين ونقشوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجل الخلود للذاكرة الوطنية في مختلف المناسبات»، مشيرا الى أن للذاكرة الوطنية أهمية في تقوية الشعور بالانتماء الوطني. وأردف زيتوني أن موضوع هذا الملتقى» له أهمية كبيرة تتعلق بالذاكرة التاريخية وتقاطعها مع القضايا الجوهرية لوطننا وفي إذكاء حركية نوعية تدعم قنوات التواصل مع الماضي المجيد لأمتنا وتراثها التاريخي والثقافي والمكونات الأساسية لهويتنا التي تجمع وترسخ القيم والمبادئ الوطنية وتكرس المواطنة الإيجابية في أفئدة الناشئة والأجيال الصاعدة لحفظ الأمانة وصون وديعة الشهداء والمجاهدين».
كما أشار الوزير إلى أن «المجاهدين وكبار معطوبي الحرب هم الذين قدموا أطرافهم وأعضاءهم فداء لهذا الوطن وهم يشكلون لنا دروسا نقرأها في بطولاتهم ومواجهتهم لأسلحة ومكائد العدو الفرنسي». وقد تضمن هذا اللقاء تقديم شهادات حية لبعض أعضاء الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني حول جرائم المستعمر الفرنسي على غرار الألغام والتفجيرات النووية والتعذيب فضلا عن التطرق للعمليات الفدائية التي نفذها المجاهدون آنذاك وغيرها من الشهادات. كما تم عرض أيضا فيلم وثائقي حول خطي «شال و موريس». كما تم بذات المناسبة تكريم عائلات الشهداء العقيد لطفي والعقيد المجدوب والعقيد الحاج راجع والرائد فراج وبعض عائلات المجاهدين.ومن جهة ثانية شملت زيارة وزير المجاهدين إلى ولاية تلمسان تفقد مشروع تهيئة وترميم مقبرة الشهداء ببلدية الحناية وتسمية حي الكدية ببلدية تلمسان باسم «الرستميين» وإطلاق اسم المجاهد الراحل بن أحمد عبد القادر على الإقامة الجامعية 2000 سرير ببلدية المنصورة. كما يتضمن برنامج الزيارة تدشين المعلم التذكاري بقرية «سيدي يحي» ببلدية سبدو تخليدا لأرواح شهداء بلديات سيدي الجيلالي والبويهي والعريشة.
1277 مقبرة للشهداء محصاة تم ترميم غالبيتها
أشار الوزير إلى أنه من مجموع 1.277 مقبرة للشهداء محصاة من قبل الوزارة على المستوى الوطني تم ترميم غالبيتها أو هي في طور الترميم في إطار تمويل مشترك مع الجماعات المحلية أو ضمن برامج قطاعية. وأحصت الوزارة أيضا مواقع تعذيب وسجن المجاهدين، حيث تستفيد هذه المواقع البالغ عددها 1.949 على المستوى الوطني من مختلف عمليات الترميم، يضيف زيتوني. كما أشار الوزير إلى أن الدستور الجزائري يحث على كتابة التاريخ وتعليمه وحمايته. «يعد التاريخ مقدسا عند الجزائريين والجزائريات وعند الأجيال السابقة والحاضرة والقادمة»، يضيف الوزير مؤكدا على أهمية الذاكرة الوطنية وهذا ما يعكسه تنظيم العديد من الملتقيات عبر الوطن حول موضوع الذاكرة الوطنية.