الجزائر متمسكة بحل النزاعات العربية في ظل احترام سيادة البلدان
أشاد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي بالمستوى الراقي، الذي بلغته الشرطة الجزائرية التي استطاعت أن تحقق مكاسب لا يستهان بها في عديد الأصعدة والمجالات ممتطية صهوة الاحترافية ومستنيرة بنبراس العلم والمعرفة ناهيك عن استثمارها في المورد البشري، باعتباره حلقة الربط في تنشيط دورها المحوري والتحكم في معدات التكنولوجيا الحديثة لتكون بهذه المكانة الرائدة، مفخرة لنا جميعا ومرجعا يستند عليه للاستفادة من خبرتها في كل المجالات الأمنية والشرطية المختلفة. جاء ذلك في الاحتفالية بعيد الشرطة العربي يوم 18 ديسمبر من كل عام.
وخلال ترأسه الإحتفال بعيد الشرطة العربية بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي بمعية المدير العام للأمن الوطني العقيد مصطفى لهبيري وأعضاء من الحكومة و مسؤولين سامين بالدولة، أبرز بدوي في كلمة ألقاها بالمناسبة دور الجهاز ومدى نجاعته وطرق عمله وكفاءة منتسبيه حيث تمكن بفضل تضحيات نسائه ورجاله أن يحقق مكاسب لا يستهان بها في عديد الأصعدة والمجالات معتمدا في ذلك على الإحترافية والعلم والمعرفة ناهيك عن الاستثمار في المورد البشري.
وأبرز الوزير في هذا السياق دعم الحكومة للشرطة الجزائرية ومرافقتها في مسار تحقيق ما تصبو إليه من أهداف تضمنتها خطط عملية محكمة، لتطوير قدراتها المادية والبشرية أكثر، حتى تكون في مستوى التحديات التي يفرضها الراهن وتتصدى بكل قوة وفعالية وحزم لمختلف أشكال الجريمة خصوصا وأن الظروف التي تمر بها المعمورة يضيف بدوي قائلا :» تستدعي منا توخي اليقظة والحذر وتضافر جهود كل أسلاكنا الأمنية على إختلاف تنوع تخصصاتها».
ونوه ممثل الحكومة بجهود جهاز الشرطة الجزائري في توسيع نطاق نشاطه الجواري مع التفتح على المحيط الخارجي وعلى كافة فعاليات المجتمع وخلق فضاءات شراكة عملية مع مختلف الفاعلين بما في ذلك أسرة الإعلام والصحافة، يقينا منها، أن مسألة الأمن هي مسألة جماعية يساهم في أدائها كل أطياف المجتمع.
واستطرد بدوي يؤكد على أن جهاز الشرطة قد تمكن من وضع بصمته على الصعيد الدولي من خلال عرض المقاربات والتصورات المختلفة في المجال الأمني والتي كان لها الصدى الإيجابي، باعتراف الجميع، نظرا لموضوعية الطرح وثراء المضامين وبهذه المواصفات المتمكلة ، أختيرت عن جدارة واستحقاق وبتزكية كاملة من قادة الشرطة بالقارة السمراء، لتولي إدارة شؤون منظمة الافريبول ، التي نالت الجزائر شرف إحتضانها تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وأبرز بدوي أن إحتفال الجزائر بيوم الشرطة العربية يؤكد عزمها الراسخ على مواصلة سيرها وبخطى ثابتة على النهج السليم، مؤكدا أن الجزائر ستبقى تناضل من أجل تكاتف الجميع في ظل قومية عربية متماسكة وتسعى لحل النزاعات بين الأخوة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بكل محاولة تستهدف ضرب استقرار المجتمعات وأمنها، في ظل احترام سيادة البلدان وبعيدا عن إقحام نفسها في شأنها الداخلي.
ودعا بدوي أجهزة الشرطة على الصعيد العربي والوطني ، إلى تفعيل آليات التعاون وتكثيف الجهود بتبادل المعلومات لتضييق الخناق أكثر على بؤر الجريمة العابرة للقارات وكسر شوكة الإرهاب، و الجزائر كدولة تحوز على رصيدا لا يستهان به من التجربة في هذا المجال لتبقى واحة للأمن والأمان وفية لمبادئها في لم الشمل العربي وخدمة الإنسانية جمعا.
من جهته أخرى حملت رسالة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان بهذه المناسبة والتي قرأها المكلف بالشوؤن الاجتماعية والرياضية بالمديرية العامة للأمن الوطني مراقب الشرطة احمد بوبكر،العديد من التوجيهات التي ترمي إلى إرساء الأمن عبر كل الشعوب العربية من خلال العمل على تطوير التعاون الأمني العربي وتعزيزه في كل المجالات، بما يتناسب مع التطورات والمستجدات على الصعيدين العربي والدولي.
وابرز بن على كومان تطوير مجلس وزراء الداخلية العرب حيث بات نموذجا عربيا خاصا بالتنبؤ بالمخاطر الأمنية ووضع إستراتيجية إقليمية عربية لمكافحة الإرهاب خلال هذا العام الجاري موازاة مع إنشاء فريق عمل من المختصين لرصد التهديدات الإرهابية، مذكرا أن انعقاد المؤتمر الأول لقادة الشرطة والأمن العرب قبل 46 سنة، كان حدثا بارزا في تاريخ العمل العربي المشترك، توحدت فيه إرادة صناع القرار الأمني العربي واتفقت رؤاهم لتحقيق الأمن والاستقرار في الوطن العربي.
وكانت المناسبة فرصة من أجل تكريم متقاعدي الأمن الوطني بالإضافة إلى تسليم مفاتيح وشهادات الاستفادة من سكنات بصيغتي السكن الاجتماعي التساهمي و»عدل» وكذا تكريم الرياضيين المتوجين خلال سنة2018 في مختلف المنافسات الإقليمية والدولية.
