مصطفى بوطورة مستشار وسفير بوزارة الخارجية تمحورت مداخلته حول تصور بناء الدولة الوطنية لدى الرئيس الراحل، الذي اعتبرها المحاضر «انها بإعادة بناء الدولة وليس لبناء الدولة، لأن الدولة كانت قائمة قبل هذه الفترة، والدولة الوطنية لم تأت من فراغ، بل يعود إلى عدة امور ومرجعيات من مضمون ميراث الحركة الوطنية الجزائرية، ومواثيق ثورة نوفمبر العظيمة، لا سيما بيان أول نوفمبر الذي شدد على اهمية اعادة بناء دولة ديمقراطية اجتماعية في اطار المبادئ الإسلامية وهذا التصور يضيف المحاضر،»جاء به ميثاق طرابلس سنة 1962، وأكده ميثاق الجزائر سنة 1964، وكذلك بيان 19 جوان 1965، وكل هذه المرجعيات كانت في دهن الراحل بومدين، وتصوره في اعادة بناء الدولة الجزائرية».
هناك نقطة أخرى أثرت في تصور الراحل، حسب بوطورة «في تصور الرئيس في بناء الدولة وهي التنشئة الاجتماعية، فالرئيس منذ طفولة وهوفي وضع اجتماعي صعب، وقهر استعماري بحرمان المواطن من ثرواته، والقضاء على شخصيته وهويته، ودولته التي كانت سيدة البحر الابيض المتوسط قبل 1830.
كل هذه التصورات كانت -بحسب بوطورة - تدور في دهن الرئيس الراحل، وهويرسم تصوره لإعادة بناء الدولة الجزائرية، فبعد ترتيب البيت الداخلي، ومن أجل إرساء أسس الدولة الوطنية، تم اعتماد اللامركزية في تسيير مؤسسات الدولة، وأقيمت اول انتخابات للمجالس البلدية في 05 فيفري 1967، وفي غضون 03 أسابيع أشرف الرئيس على ندوة وطنية لرؤساء البلديات، لتصبح تقليدا سنويا، وهذا يعكس حرص الرجل على الاهمية الكبيرة لهذه المؤسسة المنتخبة محليا، وإشراك المواطن في ادارة شؤونه، وبناء الدولة من القاعدة انطلاقا من البلديات، وبهذا التصور تم الوصول الى انتخاب المجلس الشعبي الوطني، في مارس 1977، وقبلها انتخاب رئيس الجمهورية في ديسمبر1976، والمصادقة على الميثاق الوطني في نفس السنة»، وأضاف بوطورة مصطفى» ولتمويل هذا المشروع وهذا المسعى الهام في حياة الجزائر الفتية، قام الرئيس الراحل بسلسلة من التأمينات مست العديد من القطاعات، اخرها قطاع المحروقات، وهذا المسعى كان شاملا وكاملا، من اجل بناء الدولة الوطنية، وحتى يضمن عدم الانتكاسة لهذه المكاسب التي تحققت، حول وجهته دوليا باستضافة حركة عدم الانحياز بالجزائر، وكانت ناجحة بكل المقاييس».
