أعدت مديرية الثقافة لولاية معسكر ، برنامجا ثقافيا تربويا ثريا و متنوعا نظم بدار الثقافة أبي رأس الناصري على شرف المسنين المقيمين بدور العجزة بمشاركة و حضور ملفت للعائلات المعسكرية ، و شمل البرنامج المعد للمناسبة تسليط الضوء على الخلفيات التاريخية للاحتفال بالسنة الامازيغية أو بالسنة الفلاحية و الاستبشار بالخير و البركة ، من خلال معارض تعرف بالموروث الثقافي و الصناعات التقليدية و مختلف الوسائل التي كانت تستعمل لتخزين حبوب القمح و الفواكه المجففة تحضيرا للاحتفال السنوي بـ»يناير» ، إلى جانب وصلات موسيقية فلكلورية أبهجت الحضور و المشاركين خاصة من المسنين و العجزة .
و عبر والي معسكر حميد بعيش لدى إشرافه على الاحتفال برأس السنة الآمازيغية ،عن أهمية ترسيخ هذه التقاليد و العادات الحميدة ، التي من شأنها توطيد صلات الرحم و التراحم بين شرائح المجتمع ، خاصة الفئات الهشة التي تحتاج إلى التفاتة إنسانية طيبة ، موضحا رعاية رئيس الجمهورية للتراث الجزائري المادي و اللامادي و إعطائه الصبغة الرسمية لاحتفالات يناير من خلال ادراجه ضمن قائمة الاعياد الوطنية ،يعكس اهتمام الدولة بجانب تقوية و تعزيز أواصر التواصل بين الأجيال و الثقافات حرصا منه على صون تاريخ الأمة الجزائرية و إرثها الحضاري .
و لفت الوالي في كلمة له بالمناسبة أمام جمع غفير من العائلات مشاركة العجزة و المسنين الاحتفالية أن التنوع و الزخم الثقافي الذي تتميز به تقاليد الجزائريين في الاحتفال بيناير ينم عن قوة الروابط الاجتماعية التي لم تشلها المحاولات الاستعمارية لضرب الهوية الوطنية في حقب تاريخية مضت ، غير أن انفتاح العالم على العولمة التكنولوجيا لا يجب حسبه ان يؤثر في الهوية الوطنية و الإرث الحضاري إنما يجب ان يكون عاملا للترويج بثقافة الجزائريين و تقاليدهم الضاربة في عمق الحضارة الانسانية .