أكد أن أسعار النفط الحالية لا تخدم الجزائر

ولد قدور: لا يمكن للجزائر خفض إنتاج النفط دون استشارة «أوبك»

جلال بوطي/إيمان كافي

أكد الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للمحروقات «سوناطراك» عبد المؤمن ولد قدور، أمس، أن الجزائر لا يمكنها خفض إنتاج النفط دون التشاور مع شركائها في «أوبك»، مشددا على ضرورة تطوير إنتاج الغاز لأهميته في سوق المحروقات.
إليزي،ورقلة - مبعوث «الشعب»:
أوضح ولد قدور أن التحكم في الأسعار غير ممكن في الوقت الحالي بعد قرار «اوبك» خفض الإنتاج مع بداية السداسي الأول من السنة الجارية، مع تسجيل أسعار غير مستقرة في سوق النفط إلى غاية اليوم، نظرا لاستمرار الإنتاج من طرف دول خارج أوبك تبقى غير ملزمة بقرار الخفض.
وأفاد ولد قدور في ندوة صحفية عقدها على هامش زيارته، أمس، لولايتي إليزي وورقلة أن قرار خفض الإنتاج الذي التزمت به الجزائر ضمن قرار أوبك لرفع الأسعار لم يحدث نتائج واضحة أو إيجابية، ويرجع ذلك حسبه إلى وفرة العرض في سوق النفط بإنتاج الدول خارج أوبك، قائلا «لا يمكن التنبؤ نهائيا بالأسعار التي تتقلب يوميا».
وشدد ولد قدور على تطوير إنتاج الغاز وعدم الاعتماد على النفط فقط، مؤكدا إمكانية توسيع نشاطات إنتاجه وتحويله، وعدم الاكتفاء بتصديره مادة خام، لأن البقاء على الوضع الراهن لا يخدم الإقتصاد الوطني بشكل كبير، ولكن الحل يكمن في التوجه إلى تصدير منتجاته إلى الأسواق العالمية لرفع نسبة الربح، قائلا «لا يمكن الإستمرار في هذه الإستراتيجية غير المربحة».
وفيما يتعلق بمشاريع الشراكة الجديدة لسوناطراك أبرز ولد قدور أهمية مصنع إنتاج غاز البروبيلان في تركيا المقرر شروع الإنتاج به شهر فيفري القادم، وذلك ضمن إستراتيجية سوناطراك لتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية في مجال الغاز، كما ذكر أن مشروع إنتاج الفوسفات بولاية تبسة بعد دراسته على مستوى الحكومة مؤخرا سيدخل حيز الخدمة في الأشهر القليلة القادمة.
من جهته، قال ولد قدور إن مجمع سوناطراك ينتهج حاليا إستراتيجية عصرنة شاملة للإستفادة من التكنولوجيا في مجال الإنتاج أو التحويل، وذكر التفاوض حاليا مع ثمانية شركاء أجانب لإمضاء إتفاقية في المجال، وسيتم إختيار العرض الأحسن في غضون أشهر قليلة.
وفي سياق آخر تتجه سوناطراك حسب ولد قدور إلى تعزيز مكانة تكوين اليد العاملة الوطنية ضمن استراتيجية تثمين المورد البشري تزامنا مع توسيع مراكز التكوين عبر كل ولايات الجمهورية، لتمكين كل الشباب خريجي الجامعات أو معاهد التكوين المهني من ولوج عالم الشغل مباشرة بعد انتهاء التربص، موضحا أن باب التوظيف في ولاية ورقلة ليس حكرا على شباب المنطقة، ولكن لابد من منح الفرص لكل المؤهلين بمن فيهم الأجانب وفق حاجيات مجمع سوناطراك.
كما أبرز ولد قدور أهمية الدور الإجتماعي للمجمع في تحسين الجانب التنموي بالجنوب من خلال إنشاء المراكز الثقافية، ومدارس التكوين المختلفة، لأن التنمية المحلية تعتبر أولوية في الوقت الراهن، وبحاجة الى دعم أكبر لتمكين الشباب من فرص التشغيل التي تتيحها المشاريع التنموية بشكل أفضل، سيما مع استحداث منشآت حديثة.
ومع رفع مجمع سوناطراك لقدراته الإنتاجية في السنوات الأخيرة يتطلب الوضع حسبما أكده ولد قدور يدا عاملة مؤهلة، ترقى إلى مستوى تطلعات المجمع، داعيا في هذا الصدد شباب ولايات الجنوب إلى إستغلال معاهد التكوين الوطنية للظفر بمناصب شغل مختلفة، متأسفا على إنتشار ذهنية العمل كسائق أو في الحديقة.

التوظيف المباشر  لمتربصي مركز التكوين  في التلحيم لسوناطراك

أشرف، أمس، الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور خلال زيارته لولاية ورقلة رفقة الوالي عبد القادر جلاوي وممثلي السلطات المحلية على إطلاق أول دفعة من مركز التكوين المهني المتخصص في تلحيم الأنابيب البترولية التابع للمعهد الجزائري للبترول مدرسة حاسي مسعود تتكون من 43 متربصا يباشرون تكوينهم منذ جانفي 2019 لمدة 6 أشهر.
خلال تلقيه شروحا عن هذا المركز، ذكر عبد المؤمن ولد قدور أنه سيتم السعي من أجل توفير عقود للتوظيف المباشر للمتربصين في هذه الدفعة بعد إنهائهم الفترة التكوينية على أن يتم أيضا توظيف المتخرجين في إطار الدفعات السابقة الذين لم يتحصلوا بعد على فرصة عمل.
ويدخل هذا النوع من التكوين في إطار اتفاقية بين كل من مجمع سوناطراك ومديرية التكوين المهني لولاية ورقلة تم إمضاؤها خلال فعاليات هذه الزيارة والتي تتضمن إمكانية توسيع طاقة استيعاب مركز التكوين وتزويده باختصاصات أخرى حسبما أوضح الوالي عبد القادر جلاوي وذلك بهدف التأكيد على الاهتمام الفائق الذي توليه الدولة من أجل تحسين جودة تكوين اليد العاملة في ولايات الجنوب من خلال تفعيل برامج التكوين وتوفير البنية التحتية البيداغوجية وتسخير كل التجهيزات والوسائل المتاحة من أجل ضمان السير الحسن لبرنامج التكوين الموجه لفائدة الشباب المتربص وتسهيل دمجه في الحياة المهنية من جهة وإشباع حاجات قطاع المحروقات من اليد العاملة المتخصصة في تلحيم الأنابيب البترولية من جهة أخرى.
وخلال معاينته لوحدة إنتاج الآزوت التابعة لشركة «كال غاز الجزائر» بالطريق الوطني رقم 49 تم عرض معلومات حول هذا المشروع الاستثماري الذي يتوفر على وحدتين لإنتاج الآزوت والأكسجين بكل من ولايات ورقلة والأغواط من أجل التواجد في مواقع قريبة من المناطق البترولية والغازية في جنوب الوطن وتزويد المتعاملين في هذه القطاعات الإستراتيجية بمادة الآزوت.
كما أنه من المنتظر أن يساهم في تمويل كل المرافق الصحية عبر تراب الوطن بمادة الأكسجين، وتقدر الطاقة الإنتاجية لكل وحدة بـ 200 طن يوميا كما تتراوح قدرة التخزين بين 60 ألف إلى 100 ألف لتر وقد أشار الوالي جلاوي أن هذا المشروع الذي أنجز في ظرف سنة واحدة يندرج ضمن 300 مشروع استثماري أنجز هذه السنة بالولاية ورقلة.
وفي الشق المتعلق بالدور الاجتماعي لسوناطراك تم إمضاء اتفاقية بين مديرية الشؤون الاجتماعية للمجمع ومديرية الصحة والسكان لورقلة بالإضافة إلى إمضاء اتفاقية أخرى مع الولاية المنتدبة عين صالح وذلك بهدف تمويل القطاع الصحي في هذه المناطق.
ويذكر في نفس السياق أن مجمع سوناطراك قدم جهاز سكانير لفائدة المؤسسة العمومية الاستشفائية حسين آيت أحمد بحاسي مسعود 120 سرير كهبة لفائدة سكان هذه الدائرة مما سيخفف عنهم عناء التنقل لإجراء أشعة سكانير.
وقد رفع بالمناسبة رئيس بلدية حاسي مسعود محمد ياسين بن ساسي انشغال السكان للرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك من أجل المساهمة في تزويد وحدة تصفية الدم التي يتواجد بها 30 مريضا بـ5 أجهزة تصفية الكلى وقد وعد هذا الأخير بدراسة هذا الانشغال، من جانب آخر تجدر الإشارة إلى أن فعاليات هذه الزيارة شهدت إمضاء اتفاقية مع نادي رياضي ينشط بحاسي مسعود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025