رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية:

البناء الأوروبي في أضعف وضعية منذ اتفاقية ماستريخت

حمزة محصول

توقع رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، تيري دي مونتبريال، استمرار التجاذبات العالمية حيال الأزمات الراهنة والملفات الشائكة خلال السنة الجارية.وأكد أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين سيبلغ ذروته خلال السنوات الثلاثين المقبلة، مشددا في الوقت ذاته على أن التعددية كفضاء أوسع وأنسب لمعاجلة مختلف القضايا.
لا يرى دي مونتبريال، مؤشرات على إمكانية اندلاع حروب كبرى قد تهز العالم على المديين القريب والمتوسط، ويعتقد في المقابل أن التوتر والتباين في مواقف المجموعة الدولية تجاه مختلف الملفات خلال العام الجاري.
وقدم رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولي، تيري دي مونتبريال، أمس، محاضرة بمقر وزارة الشؤون الخارجية بالعاصمة، تحت عنوان “حالة العالم في 2019”، في حضور وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل وأعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي بالجزائر وأكاديميين.
وقال الخبير الفرنسي في الشؤون الدولية، أن “الأزمات الإقتصادية الخانقة، غالبا ما كانت سببا في إندلاع حرب كونية كبرى على غرار أزمة الثلاثينات وما تبعها من حرب عالمية ثانية”، معتبرا أنه “لا يوجد حاليا ما يدعو للاعتقاد باندلاع حروب كبرى”.
واستطرد دي مونتبريال، بأن مسببات التوتر في العلاقات الدولية قائمة، مشيرا “إلى ما يجري داخل الولايات المتحدة”، كمصدر أساسي لهذه التشنجات، وقال أن “القوة الإقتصادية، السياسية والعسكرية عالميا يقودها رئيس يقول أي شيء ويكتب في كل شيء ويتخذ من الشتم أداة للحكم ما يجعل قراراته غير متوقعة”.
وتساءل، المحاضر عما إذا “كان أسلوب ترامب في الحكم سيتسمر لسنوات حتى بعد خروج من البيت الأبيض أم أنه سيكون مجرد مشكلة عارضة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية”.
وتوقع أن يبلغ التنافس أشده بين الصين وأمريكا، فالأولى “تطمح إلى تسيد العالم بحلول عام 2049، المصادف للذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، في كافة المجالات التكنولوجية، العسكرية والاقتصادية”.
وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقاوم بكل ما تملك طموح الصين، مذكرا بأن “الاستخبارات الأمريكية وضعت بكين على رأس التهديدات التي تواجهها البلاد مع وصول الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن”.
وفي السياق، اعتبر رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن دونالد ترامب بتصرفاته يكون قد أطلق “بداية نهاية الدولار على المدى البعيد، لأن الدول التي تعرضت لعقوبات أمريكية بسبب إيران بدأت تعمل على التعامل بعملة غير الدولار”.
وفي ظل التوقعات باقتسام السيطرة على العالم بين أمريكا والصين، وتنامي التطور التكنولوجي بشكل مكثف، يبقى “باقي الدول تحديد أهدافها ومصالحها، وما إذا كانت تريد فعلا الحفاظ على سيادتها ومنع الآخرين من التدخل في شؤونها الداخلية؟”، يقول دي مونتبريال.
وبشأن الإتحاد الأوروبي، قال الخبير الفرنسي، أن “ البناء الأوروبي، يوجد في أضعف وضعية منذ اتفاقية ماستريخت، لكن البريكسيت وترامب قدما خدمة جليلة له، حيث صممت الأصوات المطالبة بالخروج من الإتحاد بعدما شاهت ما يجري في بريطانيا”.
 
مساهل: الديمقراطية خيار استراتيجي للجزائر

أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، أمس، على هامش محاضرة رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن الجزائر تضع “الديمقراطي كخيار استراتيجي”، وترفض سياسة الإقصاء من أي كان.
وشدد مساهل، على مناطق الساحل الإفريقي والشرق الأوسط تعرف تحديات أمنية جسمية، قائلا “ مالي، ليبيا وبلدان أخرى بصدد مواجهة تحدي الإرهاب، والعناصر الإرهابية العائد من مناطق القتال إلى إفريقيا تشكل تهديدا كبيرا أيضا”، مضيفا أن “هذه المناطق من العالم تعاني من انعكاسات التغيرات المناخية واختلالات العلاقات الدولية على الصعيد الاقتصادي”.
وأبقى الوزير على التفاؤل والإيجابية كقاعدة في تعاطي المجتمع الدولي مع الإشكاليات المطروحة عليها “لأن الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين يبقى هدفا ساميا”.
ونوه مساهل، بانتصار الجزائر على الإرهاب “واستعادة الأمن وتحقيق عديد الإنجازات التنموية والإجتماعية وما تعلق بالحكم الراشد”، وأكد “حل مشاكلنا بأنفسنا يظل أولوية بالنسبة لنا”، لافتا في الوقت ذاته “إلى أهمية الانخراط في الثورة التكنولوجية والاقتصاد الكلي وكل التطورات التي تميز عالم اليوم”.
للتذكير استقبل مساهل، أمس رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، تييري دو مونتبريال.
وجرى اللقاء بمقر وزارة الشؤون الخارجية بحضور سفير فرنسا بالجزائر كزافيي دريانكور.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024