زيارة بثلاثة أبعاد

الاقتصاد، الأزمات والإرهاب في قلب النقاش

حمزة محصول

تضع الجزائر وروسيا، واقع وآفاق العلاقات الثنائية على طاولة النقاش، خلال زيارة رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف، إلى بلادنا، المقررة اليوم، ولن يخلو الحوار الاستراتيجي بين الطرفين من القضايا الإقليمية والدولية، سياسية كانت أواقتصادية.
الزيارة التي تدوم يومين، وفقا لبيان وزارة الشؤون الخارجية، تسبق بأيام قليلة الدورة التاسعة للجنة المختلطة الجزائرية-الروسية للتعاون التجاري، التي تنعقد من 28 إلى 30 جانفي الجاري بموسكو.
ويتوقع أن تأخذ الشراكة الاقتصادية بين البلدين، قسطا معتبرا، من محادثات المسؤولين السامين للدولة الجزائرية مع وزير خارجية روسيا، لإيجاد بدائل ناجعة للثروة النفطية لتذليل الصعوبات المالية، أولوية للجانبين في ظل استمرار المؤشرات السلبية لحالة الاقتصاد العالمي الخاضع أكثر من أي وقت مضى إلى حسابات جيوسياسية ضيقة.
من المناسب توظيف العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين الجزائر وموسكو، لتحقيق توازن أكبر في أسواق الذهب الأسود، خاصة أن روسيا تعتبر أكبر منتج للنفط خارج منظمة الأوبك، ولديها القرار المؤثر في بلوغ السعر المرجعي الذي يرضي المنتجين والمستهلكين على حد السواء.
وإذا كانت مجالات استفادة الجزائر من شريكها التاريخي، تتمثل في التكنولوجيا العسكرية والوسائل التقنية الحديثة في قطاعات الصحة والطاقات النظيفة، تشكل روسيا سوقا واعدة للمنتجات الفلاحية الجزائرية الوفيرة.
وكان وزير التجارة سعيد جلاب قد أعلن أن 2019 ستكون سنة تصدير بامتياز، ونظرا لكون الدبلوماسية الاقتصادية باتت من أساسيات السياسة الخارجية للجزائر، من المفيد بحث ما يحفز أنشطة التصدير سواء تعلق الأمر بالفلاحة أوقطاعات أخرى.
ومنذ توتر العلاقة بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي، باتت السوق الروسية بحاجة ماسة إلى المنتجات الفلاحية، وأظهرت تحمسا كبيرا للخضر والفواكه الجزائرية التي تتوفر على مواصفات جودة عززت عمليات تصدير لكن لاتزال دون التطلعات.
في المقابل تأتي زيارة لافروف إلى الجزائر، في سياقات جديدة للعلاقات الدولية، مقارنة بسنة 2016 (الزيارة السابقة للافروف)، لذلك سيكون «التبادل الواسع لوجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية»، مثلما ورد في بيان وزارة الشؤون الخارجية، فرصة لتحليل عميق لمستجدات الملفين السوري والليبي، على وجه الخصوص، وكل ما يراه الطرفين مثيرا للانشغال.
وتتفق الجزائر وروسيا، على أهمية الحفاظ على تعددية العلاقات الدولية والحوار كوسيلة أنجع لحل النزاعات، وتفادي التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول. وتدرك الدولتان أهمية «تجنب العودة إلى نقطة الصفر»، في الأزمات التي ضربت بلدانا عربية، بعدما حملت نهاية 2018، مؤشرات قوية على تهيئة ظروف نجاح الحوار السياسي في سوريا وليبيا، بعد تراجع الخطر الإرهابي وإفلاس القوى التي لعبت دورا سلبيا في الأزمتين.
في المقابل ترى الجزائر، أن التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي، لازالت بدرجة عالية، وتؤكد أن عودة الإرهابيين من مناطق النزاع بالشرق الأوسط إلى المنطقة تحد جديد، ومن المهم جدا، تنسيق الجهد الأمني (التقني) مع موسكو، باعتبار أن البلدين يخوضان المعركة ذاتها ضد الظاهرة العابرة للحدود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024