إتفاقية تعاون طاقوي في الذكرى 61 لأحداث الساقية

بدوي، زيتوني، قيتوني ونظراؤهم التونسيون يستذكرون النضال المشترك

 الأخوة والتضامن أقوى من وحشية المستعمر الفرنسي

قام، أمس، وزراء الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، المجاهدين والطاقة على التوالي نور الدين بدوي، الطيب زيتوني ومصطفي قيطوني بمعية الوزراء التونسيين للداخلية هشام الفراتي والصناعة سليم فرياني والبيئة والشؤون المحلية مختار حمامي بوقفة ترحم أمام النصب التذكاري بمقبرة الشهداء بساقية سيدي يوسف (تونس) في الذكرى 61 للأحداث الدامية المصادفة لـ 8 فبراير سنة 1958.
وقبل مراسم الترحم تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين البلدين في مجال الطاقة من طرف نائب الرئيس التجاري لسوناطراك أحمد مزيغي والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز منصف حرابي.

بدوي: ذكرى تستلهم منها العبر لمجابهة الأخطار

أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، أمس، بمدينة ساقية سيدي يوسف التونسية التاريخية أن « تلك الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة ذات 8 فبراير من سنة 1958 تشكل ذكرى تستلهم منها العبر لمجابهة الأخطار التي تحدق بالجزائر وتونس».
وأوضح الوزير خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بالذكرى61 للأحداث الدامية لساقية سيدي يوسف التونسية أنه «من الضروري العمل سويا على تكثيف التنسيق والتشاور من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار على مستوى الحدود المشتركة وتسخير الإمكانيات والقدرات لصد كل محاولة للمساس بهما».
وأضاف بدوي «جئنا إلى هذا المكان التاريخي بتكليف من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل تخليد هذه الذكرى التاريخية التي تحمل في طياتها دروسا بليغة يقتدي بها أبناؤنا وتدفعنا للمضي قدما من أجل بناء تنمية مشتركة بين البلدين الشقيقين تحت القيادة الرشيدة للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة والباجي قائد السبسي».
كما استغل بدوي الفرصة لدعوة ولاة الولايات الحدودية إلى «العمل معا من أجل بلوغ الهدف المشترك والمتمثل في تنمية وتأمين المناطق الحدودية الجزائرية والتونسية»، حاثا الجميع على «المحافظة على اللقاءات المشتركة التي تجمع الولاة سنويا للتشاور حول القضايا المصيرية التي تعود بالفائدة على أقاليمهم والخروج بحلول واقتراحات واقعية قابلة للتنفيذ والعمل على تجسيدها».
وأضاف الوزير أن «تخليد ذكرى ساقية سيدي يوسف في هذا المكان التاريخي يعد إكبارا وترحما على أرواح الشهداء الزكية فداءا لقيم الأخوة الصادقة والحرية والكرامة والوفاء.
وأفاد «لقد سمحت لنا هذه المناسبة التاريخية أن نشعل سويا إحدى شموع الأمل في هذه المنطقة حيث أقبلنا اليوم على تدشين شبكة الغاز الطبيعي وتفعيلها لفائدة سكان ساقية سيدي يوسف ليكون هذا الحدث أحد رموز التنمية الحقيقية في المناطق الحدودية المشتركة وضمان مقومات الحياة الكريمة والرقي لسكانها».
وفي وقت سابق كان وزراء كل من الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والمجاهدين والطاقة نور الدين بدوي والطيب زيتوني ومصطفي قيطوني على التوالي بمعية الوزراء التونسيين للداخلية هشام الفراتي والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة سليم فرياني والبيئة والشؤون المحلية مختار حمامي قد أشرفوا انطلاقا من منطقة لحدادة «سوق أهراس» على مراسم ربط 1899 منزل بمدينة ساقية سيدي يوسف (تونس) التاريخية بالغاز الطبيعي انطلاقا من الشبكات الجزائرية ليتوجه الوفدان الوزاريان فيما بعد إلى ساقية سيدي يوسف بتونس للترحم على أرواح شهداء تلك الأحداث.

زيتوني :الانتهاء قريبا من إعادة ضبط المفاهيم

وكان زيتوني قد أكد، أول أمس، بالجزائر العاصمة، بمناسبة أحداث الساقية، أنه سيتم قريبا الإنتهاء من إعادة الضبط الدقيق للمفاهيم المتعلقة بفترة الاحتلال الفرنسي للجزائر بما فيها الحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني.
ولدى تدخله في الذكرى 61 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي وقعت يوم 8 فبراير 1958 في هذه المنطقة الحدودية التونسية، أوضح الوزير أن عملية إعادة ضبط بعض المفاهيم المتعلقة بكفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي التي شُرِعَ فيها منذ عامين قد بلغت 90 بالمئة وسيتم الانتهاء منها عما قريب».
وصرح الوزير يقول «نحن الآن في مرحلة أخرى من كتابة تاريخنا، إذ تعكف ورشة عمل على إعادة ضبط كل المفاهيم التاريخية المرتبطة بالحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني بشكل أكثر دقة»، مؤكدا أن «هذه الحلقة الأليمة من تاريخ الثورة الجزائرية سيتم تسميتها رسميا بمجازر ساقية سيدي يوسف».
وبعد أن أوضح أن هذه الورشة تابعة للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 التابع لوزارته، أشار الوزير إلى أن لجنة مختصة تعكف حاليا على إحصاء كل المفاهيم التي يجب أن تشملها هذه العملية.
وبخصوص مجازر ساقية سيدي يوسف اعتبر زيتوني أنه من الواجب التأمل في هذه المحطة التاريخية من الثورة الجزائرية»، مضيفا أن الشعبين الجزائري والتونسي قد «أبديا موقفا مشتركا تميز بالكفاح والكرامة والشجاعة».
وقال زيتوني مذكرا بمقولة رئيس الجمهورية في هذا الصدد أن الجزائريين والتونسيين قد رسموا إحدى أعظم صور الأخوة والتضامن واللحمة بين الشعوب بحيث أثبتوا للعالم أن القوة والمتانة التي تربطهما كانت أقوى من وحشية المُحتَل».
واعتبر أن «ما ارتكبه الاستعمار الفرنسي منذ 61 سنة هو فعل انتقامي يعكس يأس المحتل من شجاعة المجاهدين الذين أعطوا دروسا في التنظيم والتنسيق خلال تضحيتهم في سبيل الوطن».
كما تثبت هذه المجازر كذلك حسب السيد زيتوني أن «الحدود والعوائق لم ولن تتمكن من فصل الشعبين اللذين برهنَ على قوة علاقتهما دمُ الأبرياء الذين استشهدوا في هذه القرية»، مضيفا أن هذه الأفعال «قد غيرت مجرى الأمور وسمحت للشعوب المغاربية بتنسيق جهودها بشكل أفضل».
وفي هذا الصدد دعا المسؤول الأول عن القطاع إلى «مواصلة هذه اللحمة اليوم كما شدد عليه في مناسبات عديدة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة»، مذكرا بالرسالة التي حملها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.
من جهته، اعتبر السفير التونسي بالجزائر، ناصر السعيد، الذي حضر هذا الملتقى إلى جانب وزير الاتصال جمال كعوان أن «البلدين يواجهان اليوم تحديات مشتركة إذ يجب على شعبيهما أن يرفعوها كما فعلوا ذلك في الماضي» مستدلا بالهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والتهريب والمناخ.        
كما أشاد السفير بتدشين مشروع ربط تونس بالغاز الجزائري، واصفا ذلك «بالجسر الذي يعزز العلاقات الأخوية والتاريخية والجغرافية التي تجمع الشعبين التونسي والجزائري».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024