جدد الأئمة والمشايخ خلال خطبة الجمعة أمس عبر تراب ولاية معسكر، دعوتهم المواطنين إلى تجنب أشكال التفرقة وما يمكن أن يكون سببا لإذكاء الفتن أو يشكل تهديدا لاستقرار البلاد وأمنها، لعلّ الوازع الديني يؤثر في القلوب الثائرة ضد أوضاع اجتماعية أوسياسية قد تقل سوءا عن أي انزلاق محتمل للوضع الأمني العام.
من بينهم الشيخ بن حنفية العابدين الذي ظل ينصح بالاجتهاد في تدارك الوضع وتجنب أسباب التفرقة والفتن التي تفتح الذرائع للمتربصين والحاقدين داخل البلاد وخارجها بعد أن خاب ظنهم في رياح ما سمي بهتانا بالربيع العربي، مستدلا في مبادرته بالوقائع والأحداث التي يعيشها العالم الإسلامي التي استفاقت على خراب أوطانها وإن صحت مقاصد ونوايا شعوبها في التنديد بالبؤس والفساد، واستند الشيخ العابدين بن حنفية، لبعض الأحاديث النبوية الشريفة والأحكام الشرعية التي تفرض التناصح بين المسلمين وبواقع الدول التي اعتمدت أسلوب المظاهرات في التغيير والإصلاح وانقلب حالها من السّيء إلى الأسوء.
لكن المآذن والحناجر الداعية إلى التهدئة والاحتكام للغة العقل وحكم الدين، لم تكن كافية لوقف أفواج المواطنين التي بدأت تتدفق على ساحة الأمير عبد القادر في الدقائق الأولى بعد صلاة الجمعة، لتجتمع وتنطلق في مسيرة حاشدة جابت الشوارع الرئيسية لمدينة معسكر، مطالبة بالتغيير على مستوى دواليب السلطة، الوجه الآخر من مسيرات الجمعة الثانية بمعسكر، اتسم بالارتباك والانقسام بين مواطنين استجابوا لنداء التظاهر وبين آخرين اكتفوا بالمشاهدة واللامبالاة، في حين لوحظ انتشار أمني مكثف للشرطة وعناصر مكافحة الشغب التي طوقت محيط المباني الحكومية والهيئات البنكية المتواجدة بساحة الأمير عبد القادر، إضافة إلى انتشار كثيف لعناصر الشرطة بالزي المدني وسط المشاركين في المسيرة سمح بتنظيم وتوجيه المشاركين فيها دون أن تفلت عن إطارها السلمي.
