مسيرة رابعة ألبسوها طابعا احتفاليا

الجزائريون يؤكدون مرة أخرى أنهم شعب مسالم ومتحضر

آسيا مني

 

عناوين عريضة رفعت في مسيرة عرفت مشاركة جماهير غفيرة، خرج فيها الجزائريون رافعين الرايات الوطنية وكأنهم في إحتفالية كبيرة وعرس ديمقراطي، أرادوا من خلالها التأكيد وللمرة الرابعة  على أنهم جزائريون مسالمون، همهم الوحيد هو الوصول بالوطن إلى بر الأمان من خلال التغيير.

تستمر المسيرات في جمعتها الرابعة حاملة طابعا إحتفائيا، شعارات، أغاني و توزيع ورود، قبلات وتصفيقات تتخللها من الحين للآخر زغاريد وأهازيج نابعة من حناجر جزائرية تأمل في غد أفضل.
مسيرة حاشدة، للشعب الجزائري جابت مختلف شوارع العاصمة من ساحة أول ماي إلى البريد المركزي عبر خلالها المواطن وبكل حرية وديمقراطية في التعبير، عن مواقفه السياسية وأماله المستقبلية في تجسيد دولة الحق والقانون وفق رؤية عصرية تتوافق وطموحات أبنائها من جيل الاستقلال.
مسيرة وإن أذهلت المشهد العالمي بسلميتها وجوها الإحتفائي، إلا أنها تبقى غامضة المعالم والمرامي، غير أن الأكيد فيها أنها منبر حر عبر خلاله الشعب الجزائري عن جل انشغالاته ومطالبه المستقبلية.
صور حضارية طبعت مشهد المسيرة للمرة الرابعة لتؤكد معها مرة أخرى على وعي الشعب وحرصه التام في المحافظة على أمن واستقرار هذا الوطن، مسيرة قام خلالها الجزائريون نساء ورجالا برفع اليد عاليا  مؤكدين على مطالبهم ورغبتهم في التغيير.
فلا عنف ولا تجريح، موجهين من خلالها رسالة قوية ضد كل من شكك فيهم وفي حضارتهم، مطلبهم كان عفويا خالصا همهم الوحيد كان التعبير عن طموحاتهم في التغيير إلى ما هو جميل، ليبقى حراكهم عفويا شفافا، ولا يد خلفية وراءه ولا أحزاب، الشعب وحده أراد التعبير عن أرائه بطريقته السلمية.
ومن على هذا الصرح الشعبوي يؤكد المواطن رشيد البالغ من العمر 20 سنة في تصريح لـ»الشعب»، عن أمانيه قائلا: نتمنى أن تبقى هكذا الجزائر آمنة ديمقراطية سلمية متحدة أخوية، بغض النظر عن ما ستخرج به هذه المسيرات من نتائج في المستقبل إلا أنها تبقى تجربة علمتنا ثقافة التظاهر السلمي».
ورغم أنهما من جلين مختلفين إلا أن تفكيرهما كان واحدا يحدوه الأمل في جزائر العزة والكرامة، إذ يقول عمي علي البالغ من العمر 70 سنة: «ربي يحفظ الشعب الجزائري الذي  تمكن من خلال هذا الحراك الشعبي من إعادة رسم البسمة في وجوهنا بعد أن جعلنا الكثير نكره انتماءنا لهذا الوطن لسنوات حتى فقدنا الثقة في بعضنا البعض، لكن حضارية المسيرة وأخلاق المتظاهرين أعادت لنا الأمل والإيمان في أنفسنا وفي شعبنا وبرهنت أننا مثل كل شعوب العالم نستطيع أن ننتظم ونتآزر».
ليؤكد جل محدثينا عن الحس المدني عالي المستوى ورغبتهم في التغيير دون سواه متمسكين بحبهم للوطن ورغبتهم الجامحة في المحافظة عليه وعلى ممتلكاته.
ولعل الملفت للانتباه في مسيرة الجمعة بتاريخ 15 مارس، هي البيع الملفت للرايات الوطنية التي كانت تباع عبر مختلف الشوارع الرئيسية، حيث ذكرتنا بالمناسبات الرياضية وهو ما يعطي انطباعا بالاحتفال أكثر من أي شيء خر.
دون أن ننسى الحديث عن تنوع شرائح المجتمع المشاركة مثلما وجدنا الكهول وصادفنا الشباب وكما التقينا بالكبار صادفنا كثيرا من الصغار وحتى البراعم ممن أبوا إلا أن يرافقوا أباءهم للمشاركة في مسيرة يحمل المواطن الجزائري خلالها أمالا كبيرة في تغير واقعه المعيشي والنهوض بالجزائر عاليا.
وعلى غرار كل جمعة عرف الشارع الجزائري أجواء هادئة وحركة تجارية عادية حيث فضل الكثيرون فتح محلاتهم إيمانا منهم أنها عرس ديمقراطي، لن يتحول في حال من الأحوال إلى ساحة للمعركة على عكس محاولة الكثيرين الترويج له، حتى أننا صادفنا حلوة الزلابية التي كانت حاضرة عبر شوارع أودان حيث فضل أحد الشباب جلبها من بلدية بوفاريك والقيام ببيعها للمتظاهرين.
الطابع التضامني هو الآخر كان حاضرا حيث فضلت الكثير من النسوة إرسال قارورات من الماء للمتظاهرين عبر شرفات منازلهم المزينة بالراية الوطنية، المطلة على الشوارع الرئيسية.
بدوره عامل النظافة هو الآخر كان حاضرا حيث اختار يوم إجازته الأسبوعية للتعبير وبطريقته الخاصة عن حضارة هذا الشعب، والجميل في الأمر أنه لم يجد نفسه يعمل لوحده هذه المرة حيث كان الكثير من الشباب في مساعدته.
وقد عرفت المسيرة تعزيزات أمنية تمكن خلالها تطبيقا لتعليمات القيادة، رجال الأمن بكل مهنية من تسيير وتأطير الحشود وضمان أمنهم وأمن ممتلكاتهم من كل يد تخول لها نفسها المساس بسلمية هذه المسيرة أو التعرض لأملاك الغير، مانعين إلتحاق الجماهير بالمؤسسات العمومية على غرار  ما تم مشاهدته من التأمين الكبير للطريق المؤدي إلى قصر الرئاسة. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024