شهد قطاع الطاقة حركية وديناميكية كبيرتين ولاية بجاية، بفضل جملة المشاريع الحيوية التي تدعّمت بها، ضمن برنامج الحكومة الرامي إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، والذي سيساهم في فك العزلة عنهم ومساعدتهم على الاستقرار، وقد استحسن السكان هذه المشاريع خاصة في فصل الشتاء، الذي يكون فيه هذا المورد الحيوي مادة ضرورية، وبذلك قد ودعوا معاناتهم مع قارورات غاز البوتان التي طالما أرهقتهم عملية البحث عنها في ظل جشع بعض التجار الذين يستغلون الفرصة.
ترأّس والي ولاية بجاية، أحمد معبد، مجلسا ولائيا خُصِّص لدراسة مشاريع الرّبط بالغاز الطبيعي الساري إنجازها عبر أنحاء الولاية، حيث قام خلال اجتماع العمل هذا، الذي عُقِد بقاعة المؤتمرات الولائية، بحضور كلّ من رؤساء الدوائر والمدراء التنفيذيين، بفحص «فردي ومعمّق» لكافة مشاريع الرّبط بالغاز الطبيعي التي تم اطلاقها في الجهات الأربعة للولاية.
من جانبه أعطى تعليمات صارمة إلى رؤساء الدوائر، مفادها ضرورة المتابعة الميدانية لتقدم الأشغال ومرافقة المؤسّسات المنجزة، مع العمل على إزاحة كافة العقبات التي تواجهها، كما استغل هذه المناسبة، لدعوة المؤسّسات العاملة بالورشات من جديد، إلى احترام الآجال المقرّرة بموجب دفاتر الشروط، حيث حذّر بالقول، ‘سيتمّ اتخاذ اجراءات صارمة في حقّ كلّ المتأخّرين في تسليم المشاريع’، كما دعا رؤساء الدوائر إلى الإشراف بأنفسهم وبشكل منتظم، على تقدم الأشغال بالورشات، والتدخّل عند اللزوم قصد تسريع وتيرة الأشغال.
وبحسب الشروحات المقدمة، فقد عرفت ولاية بجاية خلال السنة الجارية، إحراز تقدّم معتبر فيما يتعلّق بنسبة الربط بالغاز الطبيعي، خاصة بعد إعادة إطلاق المشاريع الكبرى لانجاز خط أنابيب الغاز 20بوصة الرابط بين بني منصور ـ بجاية، و8 بوصة الرابط بين أوقاس وزيامة منصورية، حيث سيسمح قيام هاذين الأنبوبين بتوصيل الآلاف من المنازل بالغاز الطبيعي وتحسين نوعية الخدمة.
وللاشارة، فقد تمكّنت ولاية بجاية من إنجاز العديد من المشاريع التنموية ومنه ربط السكان بغاز المدينة، حيث حققت خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية، بفضل جملة من المشاريع التي تجسّدت في الميدان وأتت استجابة لانشغالات المواطنين، وبلغت بذلك نسبة التغطية بغاز المدينة حاليا بأزيد من 55بالمئة، وساعد التنسيق بين الإدارة والمواطن على تخطّي كل العقبات في إنجاز المشاريع مختلفة، على غرار قيام بعض ملاك الأراضي بالإعتراض على تمرير شبكة أنابيب الغاز على أراضيهم، ما مكّن مخرا من استئناف أشغال توصيل هذه المادة الحيوية، لأكثر من 2000عائلة ببلدية تيندار بعد توقف دام سنوات عديدة، وهي المساعي التي ثمنها السكان، سيما وأن هذه البلدية الجبلية تعرف بتضاريسها الطبيعيبة القاسية، فضلا عن تكاليف التدفئة التي أثقلت كاهل أرباب العائلات.