بعد السماح لوسائل إعلام محددة لتغطية النشاط

الانتقائيـة مع وسائـــل الإعـــلام النقطــــة الســوداء

في الوقت الذي منعت فيه وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة عمومية وخاصة، من تغطية أشغال الدورة الاستثنائية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، كانت 3 قنوات تلفزيونية خاصة بالإضافة إلى التلفزيون العمومي داخل القاعة تنقل الحدث على المباشر، مشهد مسيء للصحفيين والإعلام عموما، راسما صورة عن أسوأ مظاهر التمييز من خلال التعامل الانتقائي مع وسائل الإعلام وكذا المعاملة السلبية لرجال الإعلام.
من كان يعتقد بأن الممارسات المشينة والمسيئة للصحافي، وفي مقدمتها التمييز في المعاملة بين وسائل الإعلام والتضييق عليه، قد ولى فإنه مخطئ تماما، والصورة التي تناقلتها أمس القنوات أبرز الأدلة فقد تفاجأ الصحفيين الذين أوفدتهم مؤسساتهم الإعلامية لتغطية الحدث بينهم «الشعب»، بمنعهم من دخول المركز الدولي للصحافة لأن أسماءهم لم تكن في قائمة تم إعدادها دون الاتصال بهم، لأنه في الأساس التغطية كانت ستقتصر على قائمة حددوها مسبقا، ورغم ذلك أعوان أمن المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، طلب منهم الانتظار دقائق على أمل صدور أي تعليمات للسماح لهم بالدخول.
غير أن الدقائق والساعات مرت والصحافيين بقوا واقفين في مكانهم على الرصيف، يتابعون حركة دخول السيارات وعلى متنها أعضاء قياديين، يقتربون منهم لا يشتكون إقصاء الإعلام الوطني من التغطية، وإنما وضع قائمة محدد  نشاط دعا له الأمين العام للحزب جمال ولد عباس، ويحاولون إقناعهم بضرورة دخولهم لتغطية الحدث، قائمة محددة تتضمن التلفزيون الرسمي وقناتي الشروق والنهار، قبل أن يتم توسيعها إلى قناة البلاد، الذي كان صحفييها ضمن الممنوعين من الدخول قبل أن يتم الاتصال به، كما تم السماح لفرقة ثانية قدمت لاحقا الدخول، وكذلك الأمر بالنسبة لصحافية يومية النهار، كلهم دخلوا أمام أعين الصحافيين الحاضرين وعدسات الكاميرات.
وندد عضو اللجنة المركزية أيوب بلقاسم الذي التحق بالصحافيين بالتمييز في التعامل الانتقائي مع وسائل الإعلام، موضحا بأن ولد عباس دعا إلى انعقاد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية، إلا أن القائمة لم تحددها إدارة الحزب مبرئا إياها، ومهما يكن فإن ما حز في أنفس الصحافيين التعامل الانتقائي دون مراعاتهم ولا الوسائل التي يمثلونها، صورة تؤكد أن الصحافي لا يحظى بالمكانة التي تليق به، كما أنه وفي الوقت الذين وقفوا فيه أزيد من ساعتين، كانت القنوات تضمن نقلا حيا للحدث، فلماذا الغلق على الصحافيين؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024