تجتمع اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني “الأفلان” مجددا هذا الثلاثاء، بالمركز الدولي للمؤتمرات في جولة ثانية من دورة استثنائية فشلت قبل أسبوع وتحديدا الثلاثاء الماضي في انتخاب أمين عام خلفا لجمال ولد عباس الذي قدم استقالة رفضت، وتحسبا لذلك اجتمعت أمس لجنة الترشيحات، وإذا كان الأكيد أن عدد المرشحين لا يقل عن 10 مبدئيا، فإنه لا يوجد اسم تم تزكيته ما يوحي بأن الأمور لم تحسم بعد.
لم يحسم أعضاء اللجنة المركزية أعلى هيئة في حزب جبهة التحرير الوطني بعد في مسألة الأمين العام الذي يقود الحزب العتيد خلفا لجمال ولد عباس، وذلك رغم مرور أسبوع على التئامهم في دورة استثنائية فشلت في التوصل إلى توافق، ولعل ما زاد من تعقيد الأمر عدد المرشحين، فشل جاء في وقت رجح فيه اسم عضو المكتب الوطني فؤاد سبوتة من قبل الداعمين لتشبيب الحزب وبعث نفس جديد فيه، وطرح فيه أيضا رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق السعيد بوحجة، الذي لم يستطع إقناع جميع الأعضاء على ما يبدو.
«الأفلان” الذي كان في مقدمة الطبقة السياسية طيلة أعوام بافتكاكه حصة الأسد في مختلف الانتخابات المتعاقبة، وترتب عن ذلك حصوله على الأغلبية في البرلمان بغرفتيه وفي المجالس المنتخبة، يجد صعوبة مجددا في اجتياز حاجز الخلافات الداخلية والانشقاق الذي دب في صفوفه قبل أعوام طويلة، وتعمق إلى درجة بات من الصعب احتواؤه.
وانعكس ذلك بشكل جلي في اجتماع اللجنة المركزية في دورته الاستثنائية التي تضطر إلى الاجتماع للمرة الثانية لانتخاب أمين عام للمرة الأولى بعدما كانت مثل هذه الإجراءات تتم باتفاق مسبق وفي إطار الكواليس، والاجتماع يكتفي بترسم الخيار، وقياسا إلى ما عاشه الحزب في السنوات الأخيرة في بيته الداخلي إلى درجة امتناع الأمين العام الأسبق عمار سعداني وخليفته جمال ولد عباس عن عقد اللجنة المركزية التي التئمت فقط لاستخلافهما بعد إيداع استقالتهما من المنصب.
ورغم أنه من الصعب التكهن بما سيحدث الثلاثاء بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، إلا أن المؤشرات توحي بأنه لن يتم تجاوز الصعوبات بعد ما طرح تساؤل جدي حول إمكانية اختيار الأمين العام، وإلى غاية أمس لم تكن الأمور واضحة وقد تبقى حالة الانسداد.
