أستاذ القانون عبد المجيد زعلاني:

أفكار حول اللحمة بين الجيش والشعب في إطار الدستور

ف.بوشوية

الجيش الوطني الشعبي  ضمانة كبرى لبناء جمهورية جزائرية حديثة

مكانة الشعب كعنصر أساسي أول في تكوين الدولة يستمدها من المادة 7 من الدستور التي وفقا لها «السّيادة الوطنيّة ملك للشّعب وحده «، ويضمن حماية هذه السيدة الجيش الوطنيّ الشّعبيّ الذي تكمن مهمته الدائمة طبقا للمادة 28 من الدستور في المحافظة على الاستقلال الوطنيّ، والدّفاع عن السّيادة الوطنيّة، مما يترتب عنه أن يكون العنصر الأساسي الأول للحمة بين الشعب وجيشه متمثلا في هذا الدور الأساسي والدائم الذي يقوم به الجيش الوطنيّ الشّعبيّ  لفائدة الشعب.
مما لاشك فيه أن أبرز عنصر في بنية الدولة يتمثل في ترابها الوطني وأهم مميزاته وحدته وسلامته واللتان بغيرهما لا تتحقق وحدة الشعب. ونظرا لأهمية هذه الوحدة ترابا وشعبا فقد نص الدستور عليها في المــادّة الأولى منه التي جاء فيها: الجزائر جمهوريّة ديمقراطيّة شعبيّة. وهي وحدة لا تتجزّأ.
هكذا تعتبر إذن وحدة التراب وسلامته ومن ثم وحدة الشعب من الضمانات الأساسية التي بدونها لا يمكن للشعب التعبير عن إرادته الحرة السيدة. وكل هذا لن يتأتى في الواقع إلا بأداء الجيش الشعبي الوطني لدوره كاملا كما حدده له الدستور خاصة بموجب المادة 28 من الدستور التي وفقا لما جاء في فقرتها الثالثة (3) يضطلع بالدّفاع عن وحدة البلاد، وسلامتها التّرابيّة، وحماية مجالها البرّيّ والجوّيّ، ومختلف مناطق أملاكها البحريّة».
تلك هي بعض تطلعات وطموحات الشعب التي لا يتصور تحقيق أدنى حد منها بدون جيش شعبي وطني، مستمد أحد عناصر قوته من الشعب الملتحم به ومستجيب لما رسمه له الدستور من مهام قدمت لها ديباجة الدستور بإعلانها أن «الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني يتولى مهامه الدستورية بروح الالتزام المثالي والاستعداد البطولي على التضحية كلما تطلب الواجب الوطني منه ذلك. ويعتز الشعب الجزائري بجيشه الوطني الشعبي ويدين له بالعرفان على ما بذله في سبيل الحفاظ على البلاد من كل خطر أجنبي وعلى مساهمته الجوهرية في حماية المواطنين والمؤسسات والممتلكات من آفة الإرهاب، وهو ما ساهم في تعزيز اللحمة الوطنية وفي ترسيخ روح التضامن بين الشعب وجيشه.
تسهر الدولة على احترافية الجيش الوطني الشعبي وعلى عصرنته بالصورة التي تجعله يمتلك القدرات المطلوبة للحفاظ على الاستقلال الوطني، والدفاع عن السيادة الوطنية، ووحدة البلاد وحرمتها الترابية، وحماية مجالها البري والجوي والبحري».
الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني هو الدرع الحامي للدستور والدستور هو الإطار الحامي للشعب فلنعمل جميعا من أجل لحمة قوية ودائمة بين الشعب والجيش الشعبي الوطني ليستمر هذا الأخير كما كان دائما بمثابة الأسمنت المسلح لوحدة الشعب وسلامته وتعبيره عن إرادته الحرة السيدة سيادة كاملة في دولة في خدمة الشّعب وحده، تمارس سلطاتها بكلّ استقلاليّة، بعيدة عن أيّ ضغط خارجيّ في إطار الدستور وكما كان بالأمس جيش التحرير الوطني سنده الأول الشعب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025