الإصلاحات السابقة سبب الظاهرة
دعا رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، إلى الإسراع في وضع سياسة لمحاربة التسرب المدرسي الذي انتشر عبر مؤسساتنا التربوية، وتجنيد المجتمع المدني وكل الأطراف الفاعلة في القطاع التربوي بما في ذلك المختصون النفسانيون والمؤرخون لتقديم مقترحات حقيقية للحد من هذه الظاهرة، مشيرا إلى 200 ألف تلميذ يغادرون مقاعد الدراسة قبل سن 16 سنة سنويا.
دق خياطي عبر حصة ضيف التحرير للقناة الإذاعية الثالثة، أمس، ناقوس الخطر للوضعية التي ألت إليها مدارسنا، بسبب فشل الإصلاحات التي أقرها وزراء قطاع التربية ألسابقون للنهوض بالقطاع وضمان تكوين ناجع للأطفال الذين يعدون إطارات المستقبل، مبرزا دور المدرسة كحلقة مهمة وحاسمة في تربية النشء وتطوير مستواه الفكري والعلمي، قائلا:» على المدرسة أن تلعب دورها الحقيقي مثلما هو معمول به في الدول المتقدمة لتكوين مواطن الغد، لكن ما نلاحظه عكس ذلك «.
في هذا الصدد، حمل رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث المسؤولية لبعض مسؤولي المؤسسات التربوية الذين تعاقبوا خلال العشرين سنة الماضية ولم يقوموا بمهامهم المنوطة بهم للتكفل بالطفل، بل أغرقوا المدرسة الجزائرية في إصلاحات غير جادة والنتيجة نشاهدها في الشارع اليوم، مضيفا أن هذه الإصلاحات قلصت من المواد الهامة، لاسيما في التكوين والتربية المدنية والأخلاقية وكثفت البرنامج خاصة في المواد العلمية، التي لا يحتاجها الطفل في هذه المرحلة، وأن الإصلاحات يجب أن تحدد الأهداف.
علاوة على عدم الأخذ بعين الاعتبار الجانب النفسي للطفل في سن مبكرة، مشيرا إلى أنه في عهد بن بوزيد حينما حذر من إرتفاع عدد التلاميذ بسبب التسرب المدرسي ب500 ألف تلميذ خلال الخمس سنوات، أتهم بأنه يحاول عرقلة إصلاحات الرئيس، مؤكدا أن أحد مشاكل المدرسة اليوم هو التسرب المدرسي، بحيث أن التلاميذ يطردون من المدرسة قبل سن 16 سنويا، في حين الدستور الجزائري أقر إجبارية التمدرس إلى غاية سنة 16 سنة.
وقال خياطي أن ثاني مشكل، هو كثافة البرامج التعليمية وإجبار التلاميذ في الطور الإبتدائي على حمل الكثير من الكتب في حقائب مدرسية ثقيلة تزن ما بين 9 إلى 13 كلغ، وغلق أبواب الإدارة في وجه مقترحات المجتمع المدني، مضيفا أنه إذا لم نرب في هذه السن فنحن بصدد تكوين أشخاص عنيفين، بحيث أصبح التلميذ اليوم خاصة في الطور المتوسط عنيفا اتجاه المدرس وما يحيط به رافضا سلطة الأولياء والمدرسة، وهذا بسبب الإصلاحات السابقة التي أوصلتنا إلى هذه الوضعية الكارثية.
وأبرز رئيس الفورام ضرورة أن تكون المدرسة أولوية مثل قطاع الصحة، مثلما هو معمول به في بقية دول العالم والاستلهام من تجارب الدول التي نجحت في تكوين نشء كفء، ووجوب إبعاد المدرسة عن السياسة.