بن صالح في خطاب إلى الأمة:

وضعية البلاد تلزمني الاستمرار في المسؤولية حتى انتخاب رئيس الجمهورية

  أدعو الطبقة السياسية، المجتمع المدني والشخصيات الوطنية إلى الحوار
  فتح النقاش لرسم طريق المسار التوافقي في أقرب الآجال

وجه رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، مساء أمس الأول، خطابا للأمة، هذا نصه الكامل:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين

لقد منّ الله على شعبنا بعيد الفطر المبارك، بعد شهر الصيام والقيام. وبهذه المناسبة السعيدة، أتوجه إلى كل الجزائريين والجزائريات في داخل الوطن وخارجه بتهاني الخالصة لهم، راجيا لهم من العلي القدير أن يتقبّل منهم أفضال العبادة، وأنعام الرحمة، وغدق الغفران، وأن يمتّعهم بعيد الفطر المبارك ويرزق بلادنا الأمن والسؤدد.

تحقيق تطلعات
الشعب السيد أولويتنا

أيتها المواطنات الفضليات، أيها المواطنون الأفاضل

كما تابعتم، فقد أعلن المجلس الدستوري، يوم الأحد 02 جوان 2019 في بيان له، عن عدم توفر الشروط المطلوبة في ملفي الترشح المودعين لديه في إطار الانتخابات الرئاسية للرابع من شهر جويلية المقبل. وقد صرح على ضوء ذلك باستحالة تنظيم انتخاب رئيس الجمهورية في الموعد المذكور وبضرورة إعادة تنظيمها من جديد.
وقد رأى في سياق ذلك، أنه ومادام الدستور «يقر بأن المهمة الأساسية لمن يتولى وظيفة رئيس الدولة هي تنظيم انتخاب رئيس الجمهورية، فإنه يتعين عليه تهيئة الظروف الملائمة لتنظيمها وإحاطتها بالشفافية والحياد المطلوبين، من أجل الحفاظ على المؤسسات الدستورية التي تمكن من تحقيق تطلعات الشعب السيد».
 كما أقر المجلس أيضا بأنه «يعود لرئيس الدولة استدعاء الهيئة الناخبة من جديد واستكمال المسار الانتخابي إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين الدستورية».

تخطي العقبات بالحكمة

أيتها المواطنات الفضليات، أيها المواطنون الأفاضل

إن هذه الوضعية تلزمني على الاستمرار في تحمل مسؤولية رئيس الدولة إلى غاية انتخاب رئيس الجمهورية. وإنني لعلى يقين مستقر بعظم هذه المسؤولية.
إن هذه الوضعية الاستثنائية، تحتم علينا كلنا أن نستلهم بذكائنا الجماعي لترجيح الحِكمَةَ التي من شأنها أن تساعدنا على تخطي العقبات التي تسببت في الوضع الحالي، وأن نبني معا المرحلة القادمة مستحضرين الظروف اللازم توفيرها وكذا الميكانزمات الواجب وضعُها لنضمن للانتخابات الرئاسية كل أسباب النجاح.

كل الانشغالات
المتعلقة بالرئاسيات
تكون ضمن نقاش موسع

أيتها المواطنات الفضليات، أيها المواطنون الأفاضل

لقد دعوت بكل صدق في خطابات سابقة إلى الحوار والتشاور، ولقد تعهدت أمامكم أن أضمن للإقتراع الرئاسي كل الظروف الملائمة لإجراء انتخابات نزيهة، حرة وشفافة، كما يطلبها شعبنا.
إن هذه المرحلة الجديدة هي حقا فرصة ثمينة لتوطيد الثقة وحشد القوى الوطنية لبناء توافق واسع حول كافة القضايا المتعلقة بالجانب التشريعي والتنظيمي والهيكلي لهذه الانتخابات، وكذا ميكانزمات الرقابة والإشراف عليها.
لذا فإني، سيداتي سادتي، أدعوالطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية الغيورين على وطننا ومصيره، أقول أدعوهم جميعا إلى اختيار سبيل الحوار الشامل وصولا إلى المشاركة في رسم معالم طريق المسار التوافقي، الذي ستعكف الدولة على تنظيمه في أقرب الآجال، أقول أدعوهم لأن يناقشوا كل الانشغالات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية القادمة والتوصل من ثم إلى وضع معالم خارطة طريق مهمتها المساعدة على تنظيم الاقتراع الرئاسي المقبل في جومن التوافق والسكينة والانسجام.
 صحيح أن بلدنا بحاجة إلى إصلاحات وإلى رسم آفاق جديدة في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ذلكم هوالمبتغى الذي عبر ويُعبر عنه شعبنا بطريقة واضحة وسلمية.
وهنالك أيضا رهانات وتحديات أخرى عديدة وصعبة تنتظر بلدنا الذي يحتاج إلى حشد كل القوى الحية التي بداخله.
ويبقى يقيني راسخا من أن رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا هووحده الذي يتمتع بالثقة والشرعية اللازمتين لإطلاق هذه الإصلاحات والمساهمة في رفع التحديات التي تواجه أمتنا.
من هنا استمد قناعتي بأن الذهاب إلى تنظيم انتخابات رئاسية في آجال مقبولة، دونما إضاعة للوقت، هي السبيل الأنجع والأوحد سياسيا والأكثر عقلانية ديمقراطيا.
في هذا الإطار، أجدد ندائي إلى كل الأطراف المعنية بالموضوع للمشاركة في هذا المسار التوافقي وتغليب الحكمة ومصلحة الشعب، سواءً في نقاشاتهم أوفي مطالبهم، وأدعوهم أيضا إلى اغتنام هذه الفرصة الجديدة للمشاركة بقوة في التشاور الذي ندعوإليه اليوم أكثر من أي وقت مضى.

رفض كل إقصاء ومغامرة حول مستقبل الوطن

أيتها المواطنات الفضليات، أيها المواطنون الأفاضل

الوقت ثمين، لذا أهيب بالجميع أن يتفادوا تضييعه والانصراف إلى العمل الجاد الذي من شأنه المساعدة على التوصل إلى إيجاد صيغ الحلول التوافقية الكفيلة بتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وفي أجواء تنافسية شفافة.
أوجه ندائي هذا أيضا إلى كل أصحاب النوايا الحسنة، أولئك الذين يحبون وطنهم ويتفانون في خدمته والمؤمنون بالهبّة الجماعية والعقلانية التي تعرفها الساحة الوطنية، أولئك الذين يرفضون كافة أشكال الإقصاء والمغامرة خاصة لما يتعلق الأمر بمستقبل الوطن.
شكرا لكم جميعا على كرم الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عاشت الجزائر.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024