تؤرخ للعلاقات الجزائرية الأندونيسية العريقة

وثائق نادرة وصور في معرض أرشيف سوكارنو بقصر الثقافة

فنيدس بن بلة

أعاد معرض الأرشيف حول الزعيم أحمد سوكارنو، المنظم بقصر الثقافة مفدي زكريا منذ أول أمس الجمهور إلى منطلق العلاقات الجزائرية الاندونيسية الضاربة في أعماق التاريخ والقيم التي اعتمدتها. وهي قيم ومبادئ جديرة بأن تعطي دفعا إلى مزيد من الروابط والشراكة الإستراتيجية في عالم القرية الشفاف. يشكل المعرض أحد الأنشطة البارزة في مشاركة أندونيسيا في معرض الجزائر الدولي المنطلق بـ»الصافكس».
« الشعب» التي زارت المعرض وطافت في أجنحته، توقفت عند الوثائق النادرة والصور التي تعطي مادة خاما لكل مدون لهذه العلاقات الثنائية والتي تجيب في نفس الوقت عن أي أسئلة تخص الجزائر وأندونيسيا التي رافع قائدها سوكارنو من منبر مؤتمر باندونغ الأفروأسيوي سنة 1955، لمساندة القضية الجزائرية، مؤكدا بأعلى صوت أمام قادة أمم الجنوب آنذاك بأن الشعب الجزائري ثار ضد المستعمر الفرنسي من أجل الحرية والاستقلال ومن الواجب مرافقته ومساندته بأكبر الوسائل وأقوى الإمكانيات لتحقيق الهدف الأسمى: إقامة دولة ذات سيادة.
هذه الوثائق التي تضمنتها وثائق ثرية لأرشيف سوكارنو محل اهتمام جاكرتا التي تعول على مساندة الجزائر في قبول اليونيسكو لها واعتمادها ذاكرة عالمية. أكد هذا اقيس سانتوسو مدير الخدمات بالأرشيف الأندونيسي لـ»الشعب». ودعمته سفيرة أندونيسيا بالجزائر السيدة السفيرة محروسة مجددة حرصها على الذهاب بالعلاقات بين البلدين إلى أبعد مجال في الاستثمار والشراكة لا سيما السياحة، المحروقات والبناء التي اقتحمتها المؤسسات الأندونيسية وتعرض تجربتها.
مجموعة الوثائق المعروضة تعطي صورة دقيقة عن ما تقرر في مؤتمر الأفروأسيوي وما أنجز لاحقا في مسار العلاقات بين الجزائر وأندونيسيا التي وضع أسسها قادة ثورة البلدين وتطلعهم إلى إسماع صوت الجنوب المنتفض التحرر من الكتلتين المتصارعتين آنذاك القطب الشيوعي بزعامة موسكو والقطب الغربي بريادة واشنطن.
من هذه الوثائق صور لوفد «الأفلان» إلى باندونغ ممثلا في آيت أحمد وامحمد يزيد، زيارة فرحات عباس أول رئيس للحكومة المؤقتة عام 1961، مظاهرات عارمة للأندونيسيين منددين بقرار المحتل الفرنسي بإعدام جزائريات تتصدرهن جميلة بوحيرد، القرصنة الفرنسية التي حولت طائرة الزعماء الخمس واعتقالهم في صورة تظهر بالملموس إرهاب الدولة الاستعمارية المفضوح.
كما تظهر الصور جملة من مراسلات الحكومة الأندونيسية وبرلمانها المعترف بالحكومة المؤقتة وباستقلال الجزائر.
توقفت مدير الأرشيف الأندونيسي عند دلالاتها ومعناها وهو يشرع لنا أهمية الوثيقة في التعريف بعلاقات الصداقة بين البلدين الذين تجمعهما قواسم مشتركة وتطلع واحد نحو الغد. هذه الروابط كان لسوكارنو الدور البارز في ترسيخها مقتنعا إلى حد الثمالة بأن استقلال الجزائر يعطي قوة إضافية للحركة الافرواسيوية ويمنحها انطلاقة أقوى في محيط متغير تناولته بالتفصيل الأستاذة علاوي فضيلة من جامعة الجزائر 2، مرافعة لعلاقات جزائرية أكثر قوة ومتانة في الظرف الراهن المتميز باختلالات العلاقات الدولية وعودة مستعمر الأمس في ثوب جديد من أجل بسط السيطرة ونهب الثروات.
هذا الوضع يفرض قراءة متأنية أكثر جرأة وتحد من الجزائر وأندونيسيا وفاء لروح باندونغ وشعلته التي لا تنطفئ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024