مفرغة عشوائة تهدّد بلدية سمعون ببجاية

النفايات تحاصر السكان

بجاية: بن النوي توهامي

وسط اخضرار الطبيعة الخلابة، وعلى بعد بضعة أمتار من أعلى المركز الإداري لبلدية سمعون توجد، مفرغة عشوائية ضخمة تمتد في العراء، باسطة مزيجا من النفايات المختلفة تنبعث فيها روائح تحبس الأنفاس وتزكم الأنوف.

ما من شكّ في أن هذه المنطقة، التي استولت عليها القذارة بشكل مثير للعجب، تتناقض بشدة وبصورة مخجلة مع المناظر الريفية المجاورة، والطبيعة الربيعية الخلابة المساحات القرويّة الجميلة التي تفوح منها روائح عطرة، هذا ما أكده ممثلو السكان، لـ»الشعب»، حيث يقول السيد نجار ممثل عن السكان، «تشهد البيئة والمحيط وضعا كارثيا للغاية، أدى إلى استياء كبير لدى القاطنين بهذه المناطق الجميلة، ولم يحرك المسؤولون المحليون ساكنا أمام ما تتعرض له الطبيعة من تلوث، وكأنما لديهم مشكلة عويصة مع النظافة البيئية تمنعهم من حمايتها، ومن من المؤسف رؤية هذا الديكور الوسخ الذي لا تُبهِج ألوانه، وسط هذه الأحراج المخضرة التي تقضي هذه المفرغة على جمالها وسحرها».
منظر تقول عنه الآنسة سميرة، ‘لقد سبق لي أن شاهدت في مرّات عدة، سائقي المركبات يتوقفون على حواف الطريق الولائي رقم 22، للتخلص من أكياس القمامة الخاصة بهم، من دون ذرّة اكتراث ولا تردد، يرمي هؤلاء فضلاتهم بخطى واثقة من دون أي ضمير، وتتمثّل النفايات المختلفة، من قمامة منزلية، مواد خاملة، أغراض قديمة، وركام أنقاض، وغيرها، وحتى جثث الحيوانات الأليفة ترمى في هذا الموقع، وبمجرد إضرام النار في هذه المفرغة العشوائية، حتى تتصاعد أعمدة من الدخان لتتمايل في مهب الريح، والمعروف أن إحراق هذه النفايات يخلق مشاكل أخرى بدلا من إيجاد حلول للمشكلة الرئيسية».
وكنتيجة لهذا الوضع، يقول الحاج أحمد، «تعجّ حواف هذا المحور من الطريق المؤدي إلى بلدية أيت جليل ومجاريه بالقمامة والنفايات، وتستولي العبوّات الزجاجية والمصنوعة من الألومنيوم وقارورات وأكياس البلاستيك على كل المساحات، وحتى الزّوايا التي قد نعتقد في الوهلة الأولى أنها قد ظلّت عذراء من أيّ تلوث، نجدها موسّخة ومدنّسة، وتبقى المشكلة الكبرى متمثّلة في صعوبة التّخلص من اللاوعي المدني، السائد لدى غالبية المواطنين وعدم اكتراثهم  فالطبع يغلب التّطبع».
وأما أحد المنتخبين فقد قال في هذا الصدد لمّا استُجوِب في شأن هذه القضية، «بالرغم من كوننا قد قمنا بتنظيف الأمكنة المعنية في العديد من المرات، إلا أن العادات السيئة قد أصبحت طبيعة ثانية يصعب القضاء عليها، فالنظافة مسؤولية الجميع وليس مصالح البلدية فقط». وهذا تصريح عن العجز أمام الوضع السائد إن دلّ على شيء، فإنّما يدلّ على صعوبة العمل الذي ينبغي إنجازه، لتغيير طريقة تفكير المواطنين وغرس روح المواطنة المشتركة في عقولهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024