ولاية الجزائر تكشف تفاصيل المخطّط التّوجيهي للمرونة الحضرية

تسيير المخاطر الكبرى مشروع أنموذجي سيعـــــمّم عــــــلى باقـــــي المــــدن الأخــــرى

جمال أوكيلي

 

إحصاء 14 حادثا طبيعيّا مهدّدا للعاصمة في 4 سنوات

في فترة لا تتجاوز 4 سنوات أحصت الجهات المختصّة 14 حادثا طبيعيا مهدّدا لولاية الجزائر، هزّ مباشرة وبدون انتظار ضمائر المسؤولين المحليّين باتجاه التفكير في ما يسمى بالعمل الوقائي أو الاستباقي لحماية العاصمة وضواحيها من الزّلازل، الفيضانات، الانزلاقات، الانهيارات، التّصدّعات والأمواج العاتية أي كل ما يلحق الضّرر بالتّجمّعات السكانية.
هكذا اهتدى مسؤولو ولاية الجزائر إلى مشروع شراكة مع «إرثكواكس أند ميقاسيتيس إنيسياتيف» للخبير   الجزائر فؤاد بن ديمراد المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، يسمى المخطّط التّوجيهي للمرونة الحضرية (Résilience)، الذي شرع فيه منذ ١٨ شهرا من التحضير، وهو الآن في طوره الـ ٣ بعد ٧ مراحل من الأداء المكثّف بمشاركة خيرة المختصّين والمختصات من الجزائر ضمن ٥ أفواج عمل، والاستعانة بـ ٧ تحاليل في هذا المجال، وانخراط ١٢ قطاعا في هذا المسعى.
وقد كانت قاعة الحفلات لمدينة الجزائر على موعد الخميس مع نقاش مفتوح وثري في آن واحد، غلب للأسف عليه الطّابع التّقني الجاف كون المتدخّلين توجّهوا إلى «جمهورهم» الخاص، ونسوا الآخرين ممّن لا يفقهون في المفاهيم المتداولة على لسان الجميع والمصطلح الذي تردّد بقوة وليوم كامل هو   (Résilience) «المرونة» لأول مرة يقتحم أدبيات الادارة المحلية، وخطاب المصالح المهتمّة بهذا الجانب، وقد لخّصه الخبير بن ديمراد في شرحه المفصل للمشروع لقرابة ٣ ساعات كاملة بدون انقطاع، تخلّلتها استفسارات البعض من الحضور أنّه يعني تسيير المخاطر الكبرى باتجاه تحكّم في الوسائل المتاحة، ولا يمكن تصوّر أداء هذه المهام بدون ترسانة قانونية قادرة على تأطير هذا النّشاط، واصفا ما أنجزته الجزائر في هذا الجانب بـ «المهم جدا»، نصوص واضحة يكفي الالتزام بها وتطبيقها في الميدان خاصة قانون ٢٠ -  ٠٤ ومادتيه ٦٠ و٥٩ المتعلّقتين بالتّشخيص والتقييم، وعزّز ذلك بمخطّط التّدخل السّريع.
وبخروج الخبير بن ديمراد من دائرة التعريفات وانغلاق المصطلحات وحصار المفاهيم، أعطى أمثلة حيّة عن نماذج المرونة الحضرية عند تعرّض مدينة كاترينا بأمريكا إلى الكارثة الطبيعية، وجد المسؤولون أنفسهم بدون تدابير لتسيير المخاطر، وإثر ذلك تمّ إعداد ١١  مشروعا، أما في لوس انجلس فإنّ المنطقة لا تتوفّر على أي أطر حماية، فكل المواطنين يدركون ما يفعلونه عند وقوع الحادثة.
أما محمد اسماعيل عضو فريق الانجاز بلجنة إدارة المشروع، فقد أوضح بأنّه تمّ استلام ١٢ دراسة من  مختلف القطاعات سيتم تصنيفها لاحقا وفق متطلبات العمل، وعليه فإنّه من الأجدر محو أثر ثقافة النّسيان، والعودة إلى الواقع بالأمس فقط كان زلزال بومرداس وما تمّ التوصّل إليه اليوم هو التصدي للكوارث الطبيعية، مشيرا في هذا الصدد إلى أنّ محطة الميترو بحي عميروش مهدّدة بالفيضانات.
من الصّعوبة بمكان القول بأنّ المخطّط التّوجيهي للمرونة الحضرية لولاية الجزائر يعد جاهزا وقابلا للتنفيذ كونه حاليا في المرحلة النّظرية والاستقصاء، سبر الآراء والاستطلاعات أي معرفة رأي الجمهور والرأي العام، وهي الطّريقة الأمريكية قبل دخوله حيّز التشغيل أو التّنفيذ حتى تكون له تلك الأرضية الصّلبة، وما نسجّله هنا هو غياب البعض من الحلقات منها آليات التطبيق وبيداغوجية النّوعية والتّحسيس، من يتكفّل ماليا بهذا العمل الضّخم؟ هل ولاية الجزائر أم وزارة البيئة والطّاقات المتجدّدة؟ ومن المخوّل له بإعداد استراتيجية مرافقة المواطن في عملية الارشاد؟
إنّها الأسئلة التي لا تنتهي إلاّ أنّ هذا المشروع سيمنح لولاية الجزائر ورقة طريق واقعية تجاه القرارات لتقليص الأخطار والاستراتيجيات، ومخطّطات العمل الحاملة لمؤشر الأولويات.
وخلال هذا اليوم التّدريبي تمّ توزيع استمارة عبارة عن تحقيق ميداني حول المرونة الحضرية، يتضمّن أسئلة محدّدة حول الموضوع المذكور سالفا، سيدعّم به لاحقا عندما يصبح عمليا لأنّ الجزء الثاني للمهمّة التّقنية يسلم بدءاً من 20 جوان، سيعمّم على باقي المدن الجزائرية كمشروع نموذجي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025