قصة قصيرة

بريء ومتهم

بقلم: حسين علي غالب (بريطانيا) البريد الالكتروني babanspp@gmail.com

يلوح بسكين صغيرة لتقطيع الفاكهة ، إمام الضابط العائد من عمله :
- أفرغ ما في جيوبك هيا .
ما هي إلا دقائق ، ويصفع الضابط اللص بيده الصلبة فيقع على الأرض .
يمسك الضابط اللص ، ويرفعه إلى الأعلى :
- يا أحمق الآن سوف تعاقب ، وسوف أخذك بنفسي إلى مركز الشرطة .
يخرج الضابط الأصفاد من جيبه ، لكنه أستغرب للغاية بأن اللص لا يقاومه بتاتا ويبكي بشدة كالأطفال :
- ما بك تبكي ، الآن شعرت بالندم ، لن تفيدك دموعك بتاتا .
- أسف سوف أمسح دموعي ، قم بعملك وخذني إلى السجن .
زاد إستغراب الضابط أكثر :
- ما قصتك ، أن شعوري لا يخطئ فأنا أحس أنك تخبئ أمرا ما ..؟؟
- لا تهتم فقط خذني إلى السجن حتى أستريح .
- ما بك مستعجل للذهاب إلى السجن ..؟؟
لا يجيب اللص على سؤال الضابط :
- لن أخذك إلى أي مكان حتى تجيب على أسئلتي .
يعود اللص للبكاء ورأسه منحنى إلى الأرض :
- لقد خسرت عملي منذ شهر ، ولم أتمكن من دفع ثمن إيجار شقتي وطردت منها، وأنا أعرفك ضابط هنا ، فقمت بفعلتي حتى لا أصبح مشردا في الشارع وتعتقلني وتأخذني إلى السجن .
صمت الضابط قليلا ومد يده في جيب اللص فوجد بطاقة عمل خاصة به:
- الآن تأكدت من كلامك وهذه بطاقة عملك ويذكر فيها أنك تعمل محاسب .
يفتح الضابط الأصفاد من يد اللص :
يا بني أنت بريء من تهمة السرقة ، لكنك متهم بالجهل واليأس فما قمت به خطأ ، ولقد أخذت صفعة مني عقابا لك.
ومد الضابط يده في جيبه ، وأعطاه قليلا من المال.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025