أساتذة وإعلاميون يقدمون مقترحات لحل الأزمة السياسية في الجزائر

إرادة الشعـــــب لا يمكــــــــن تجسيـــــــدها إلا عـــــــــن طريـــــق الانتخابـــــــات

صونيا طبة

 الحلول في إطار ما ينص عليه الدستور

قدم أساتذة، إعلاميون وممثلون عن الطبقة السياسية جملة من الاقتراحات حول الانتخابات الرئاسية في ظل الأزمة التي تعيشها الجزائر في الوقت الراهن وذلك في يوم دراسي بعنوان: «الانتخابات الرئاسية: متطلب للإستقرار ورهان للتوافق»، احتضنته كلية العلوم السياسية والعلاقات بجامعة الجزائر 3 جامعة، حيث أكدوا أن الانتقال الديمقراطي لا يمكن بحثه وتجسيده خارج آليات العمل الديمقراطي والمتمثلة في الانتخابات، داعين إلى ضرورة المضي في مسعى إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن، معتبرين إياها الآلية المثلى التي تمكن الجماهير والشعب من تجديد الثقة في المؤسسات السياسية وتجديد المناخ الديمقراطي وتجسيد الارادة الشعبية.

استهل الدكتور سليمان أعراج استاذ بجامعة الجزائر ورئيس اليوم الدراسي مداخلته بالتأكيد على أهمية اجتماع النخبة من الأساتذة والاعلاميين ورجال القانون في الجامعة لتقديم اقتراحات فعالة لحل الأزمة في إطار الدعوة للتفكير والحوار الجاد والبناء حول مسائل تهم الجزائر في إطار احترام مبادئ وثوابت وأسس الدولة الجزائرية من اجل تكريس مبدأ المسؤولية المشتركة.
 وأضاف الدكتور اعراج ان الارادة الجادة والاختيار الحر والتنافسية والمبادرة الايجابية واقع يجعل من الانتخابات اليوم محطة لصناعة التوافق الذي تحترم فيه الأدوار والوظائف ويتجسد ذلك فعليا عبر تقديم تنازلات تعد ترجمة لمفهوم المسؤولية المشتركة مضيفا أن الانتخابات هي تجسيد للإصلاح الحقيقي للدولة العصرية.
وفي ذات السياق، أكد أن المضي في إجراء انتخابات رئاسية في اقرب وقت ممكن تشكل ضرورة تستوجبها أهمية الالتفاف على الإرادة الشعبية موضحا إن الانتخابات هي الآلية المثلى التي تمكن الجماهير والشعب من تجديد الثقة في المؤسسات السياسية وتجديد المناخ الديمقراطي.
وبخصوص دور الجامعة قال الدكتور انها اهم مؤسسة تعمل في انتاح الفكر الذي يساهم في البناء لا الهدم لذلك فإنها ستظل المرافق الأساسي والآمن لكل فترات التحول والتغيير التي ترتبط بمسائل تقدم وتطور الجزائر.
واعتبرت نائب رئيس الجامعة، الدكتورة، دوريا بن طبيبل هذا اليوم الدراسي فضاء جادا لتبادل الآراء وفتح أبواب الحوار حول المسائل التي تهم البلد خاصة ما تعلق بالانتخابات الرئاسية للتي تعد متطلب للاستقرار ورهان للتوافق.
من جهته يرى الاستناد الدكتور بوزيد لزهاري ان الانتخابات تعد إحدى الآليات والميكانيزمات للمساءلة وهي تمثيل للآراء والقيم مضيفا انه لما نتعمق في العملية الديمقراطية تصبح دراسة الانتخابات مسالة مهمة.
ورجع الأستاذ إلى سنوات ماضية مبرزا اهمية الانتخابات بداية من انتخاب أول رئيس حكومة في الجزائر موضحا انه لم يتم العثور على أية أدلة تشكك في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي الذي أعطيت له ثلاث مهام أساسية أهمها انتخاب أول رئيس للدولة في الجزائر وتم انتخابه بصفة ديمقراطية حيث ساهم ذلك في وضع الأسس الأولى للدولة الجزائرية وهوما جعل الانتخابات في الجزائر عنصر مهم في كل تجربة دستورية.
وأضاف الدكتور لزهاري ان الإشكال لا يكمن في الدستور ولكن في تطبيقه قائلا إن الأزمات يمكن أن تكون فرصة هامة لإصلاح الأوضاع في البلاد ولن تأتي الحلول في غنى عن تجسيد ما ينص عليه الدستور خاصة ما تعلق بتطبيق المادة 28 التي تخول التي تحدد مهام المؤسسة العسكرية دستوريا سيما منها ما تعلق منها بالحفاظ على الاستقلال والدفاع عن السيادة الوطنية.
وحسب الأستاذ لزهاري فان انتخاب رئيس الجمهورية والتأسيس لنظام يقوم بتجسيد ما نص عليه الدستور مؤكدا على الدور الهام الذي تقوم به المؤسسة العسكرية في الوقت الراهن للخروج من الازمة التي تعرفها الجزائر في اطار هذا الدستور.
أما الدكتور مصطفى عبد العزيز الاستاذ بجامعة الجزائر وؤئيس الجلسة، فقد أكد ان الديمقراطيّة ليس غاية في حد ذاتها – كما يتصور البعض - ولكنها وسيلة للدفاع عن الحريات وتطبيق مبادئها في الجزائر في الوقت الراهن ضروري مشددا على أهمية إجراء انتخابات شفافة ونزيهة باعتبارها الية هامة للانتقال الديمقراطي.
من جهته انتقد الدكتور سعيد مقدم المناقشات التي تصب في كيفية تسيير الأزمة بدل البحث عن حلول للخروج من هذه الأزمة مضيفا أن إجراء العملية الانتخابية لا يعني أن نظام الحكم أصبح ديمقراطي بل لابد من الوقوف على كيفية إجراءها ومعايير تنظيمها.
وحسب الدكتور مقدم فان الانتخابات مرتبطة بالدستور ولا يوجد دستور لم ينشا في أحضان الأزمة السياسية والانتخابات بمثابة الأداة المثلى لانتقاء الحكام وتوليهم الحكم بطريقة شرعية وقانونية من خلال تجسيد الإرادة الشعبية وهوما يضفي على العملية الانتخابية على حد تعبيره المصداقية اللازمة التي تجعل الشعب الجزائري يسترجع الثقة المفقودة.
في المقابل تطرق أمين بلعمري، إعلامي ورئيس التحرير بجريدة الشعب في مداخلته إلى الحديث عن علاقة الإعلام بالانتخابات، حيث أكد أن وسائل الإعلام لها دور فعال وأساسي في التقليل من ظاهرة العزوف الانتحابي التي لا تخص الجزائر فقط وإنما يعاني منها جميع الدول حتى البلدان المتقدمة مضيفا أن المرحلة التي تسبق اي مرحلة انتخابية مهمة وعلى ضوءها يتحدد المشهد الانتخابي العام.
وبما أن الجزائر تشهد مرحلة انتقال سياسي وهي مقبلة على انتخابات مصيرية على حد قول بلعمري فانه يتعين على الإعلاميين أن يقوموا بدورهم الرقابي على أكمل وجه مع التحلي بالمهنية والمصداقية في توصيل الرسالة مع التحلي بأخلاقيات المهنة، مشيرا إلى مساهمة الإعلام سيّما بتوعية وتحسيس المواطنين بأهمية الانتخابات كآلية وحيدة للتداول السلمي والمنتظم على السلطة.
وبعد استكمال المداخلات في هذا اليوم الدراسي فتح المجال للنقاش، نقاش شهد أراء مختلفة حول الخروج من الانسداد السياسي الذي تعرفه البلاد ولكن الجميع اتفق على أن المخرج الآمن من هذه الأزمة هوالذهاب إلى انتخابات رئاسية في اقرب وقت ممكن تمكن الشعب الجزائري من قول كلمته وتجسيد إرادته، كما اتفق الجميع على ضرورة توفير الشروط الموضوعية اللازمة التي تسمح بتنظيم هذا الاقتراع الرئاسي لكي يكون هذا الاقتراع شفافا ونزيها ويعبر حقيقة عن إرادة الشعب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024