حملات تحسيس للكشف المبكر وقاية من الداء الصامت
2500 إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي سجلت في الجزائر، ما يستدعي التجند أكثر لمواجهة هذا الداء الصامت. وهو التجند الذي يفرض زيادة إنتاج الأدوية محليا تطبيقا للبرنامج الوطني المسطر منذ 5 سنوات.هذا ما أوضحه البروفيسور الحاج محمد مدير مصالح الصحة بالوزارة الوصية داعيا إلى أهمية تحسيس وتوعية المواطنين باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة في مواجهة الخطر الداهم.
أوضح ممثل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفيسور الحاج محمد مدير مصالح الصحة خلال الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي المنظم بمعهد الصحة العمومية بالأبيار، أن الداء يعتبر من الأمراض الصامتة التي تفتقر إلى الأعراض، ما يجعل ضبط الأرقام والحديث عن مؤشر الانخفاض، أمرا صعبا، غير أن الجزائر التي تصنف من البلدان ذات المعدل المتوسط في الانتشار الفيروسي «ب وج» تحصي أقل عدد مقارنة بالدول المجاورة وإفريقيا.
وبشأن العلاج أكد الدكتور أنه جد مكلف خاصة في السابق، حيث قدرت ميزانية الحالة الواحدة بـ 80 ألف أورو، لكن مع إنتاج الأدوية المحلية التي شرعت فيها الجزائر منذ 5 سنوات وخضعت للتحليل والمراقبة للتأكد من نجاعتها وعدم الإضرار بالمريض انخفضت التكلفة، ناهيك عن التأكد من التكافؤ الحيوي للأدوية بعد الدراسة، التي أقيمت عليها وتستدعي البحث الدائم والمتواصل عن الحالات المصابة.
وأبرز ممثل وزارة الصحة، أهمية التحسيس بالمرض وحث المواطنين التوجه للمستشفيات لإجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن الداء على غرار ما أقيم مؤخرا بمنتزه الصابلات وساحة ميترو الجزائر، أين وزعت مطويات على المواطنين للتعريف بالفيروس المعتقد أنه ناتج عن عيادات جراحة الأسنان، مفندا ذلك كونها تخضع للتحقيق والمراقبة الدائمة التي أثبتتها التحاليل التي أجريت على المرضى وكانت نتيجتها سلبية.
وبخصوص الإستراتيجية الوقائية، قال المتحدث إنها تنصب على العلاج بالنسبة للداء من نوع «ج «، في حين النوع «ب» لا يوجد له علاج بل مثبت، لكن الأنواع الأخرى يمكن علاجها لعدم التحول للحالات السرطانية، موضحا بالنسبة للنوع «ب» توفر التطعيم المجبور في الجزائر منذ 10 سنوات وأصبح إجباري في أجندة التلقيح.
الدكتور طرفاني: الجزائر أنتجت آخر دواء لعلاج الداء
بدوره اعتبر الدكتور طرفاني يوسف مدير بالمديرية الوقائية لوزارة الصحة، الداء من الأمراض أكثر خطورة «ب وج « وبالنسبة لـ «أود» ليست خطيرة، حيث يسجل بالنسبة للنوع «ب» 3 آلاف حالة سنويا على 43 مليون، أي 8 حالات في كل 100 ألف نسمة، ومن نوع «ج « 1000 حالة أي ما يعادل 2.06 حالة في 100 ألف نسمة، وهي أمراض سطر لها برنامج لتفاديها والقضاء عليها بحلول 2030.
وبالنسبة لأسباب المرض ذكر الدكتور حالتين العدوى من العلاج بسبب غياب النظافة أو عن طريق العلاقات الجنسية، مشيرا أن المخاوف ليس من نوع «ب» بسبب وجود التلقيح الذي شرعت فيه وزارة الصحة منذ 2003 وإنما نوع «ج» ليس لديه تلقيح ولابد من النظافة، وشروط العلاج إلى جانب التداوي الطبيعي الذي عادة ما يتسبب في انتقال العدوى.
وأكد المتحدث توجيه تعليمات صارمة للمستشفيات أقسام جراحة الأسنان عبر 48 ولاية لتعقيم وسائل العلاج، مشيرا بشأن البرنامج الوطني الخاص بالتشخيص المبكر أنه يتم بالتنسيق مع الجمعيات والمراكز الاستشفائية للتكفل بالمرضى على المستوى الوطني، خاصة مع توفر آخر دواء لعلاج الداء من نوع «ب وج» منتوج بالجزائر للتخفيف من المشكل الذي شكل عائقا كبيرا في السنوات الماضية بالنظر إلى تكلفته التي تجاوزت 140 مليون سنتيم للحالة، في حين عن طريق الدواء الجديد خفضت إلى 300 ألف دج ( 30مليون سنتيم ).
ممثل منظمة الصحة العالمية، أكد أن الهدف الحقيقي من الإستراتيجية العالمية هو الكشف عن 90 بالمائة من الأشخاص المصابين بالعدوى من نوع «ب» أو «ج» و80 بالمائة من المرضى الذين يستوفون الشروط والتخفيض من حالات الوفيات التي تجاوزت 200 ألف حالة سنويا.
مع العلم، دعت المنظمة العالمية للصحة في اليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي يوافق 28 جويلية والمنظم تحت شعار «لنستثمر من أجل القضاء على التهاب الكبد «إلى تعزيز الجهود لتنفيذ الإستراتجية العالمية لمكافحة الداء 2016-2021 وتحقيق الهدف النهائي في تخفيض النسبة إلى 30 بالمائة، وتقليل الوفيات إلى 10 بالمائة وكذا القضاء عليه نهائيا بحلول 2030، وهو المسعى الذي تطمح إليه الجزائر التي تحصي 2500 حالة سنويا.