خاطرة

رجــــفة حرية

سلمى ڤرين

إنـها رجفة حرية استشعرتها بين يديها المحبتين المــتألمتين ... لنهما استشعرتا رجفة المــوت ما قبل شهر فبراير الفارط البارد. لقد كانت تخفي في جوفـها أطفالها.. خوفا من أياد بحر عميق جــارف.. لقد كانت ترغم السـماء عادة على ذرف دموعها، لتمسح بها صحـراء قلوبهم.. لتنسيهم ما يمرون به ربـما..! أو لتملأ داخلها ببعض الحسرة..
لقد كانت تحنّ لأن يلتفتوا.. كانت تريد أن تعزمهم لـعزاء الشـوق الذي كـانت تقيمه بداخــلها.. لقـد كانت سعيدة حتى بادعائهم أنــهم بخير.. مع أنهم كانوا في حلـقة مغلقة.. لقد كـانت تتجاهل ما يحصل بداخلها، بمجرد رؤية هـالة مضيئة لطفل من أطفالها.. هالة، قد تغير عزاء الشـوق الى عرس تودع فـيه ريحــان حنـين قاتل.. لكن سرعان ما تختفي تلك الهـالة.. تختفي اختفاء سراب مظلم كـاذب.. فإما تضمي تلك الهـالة وصاحبها.. وإما تتنــاثر في داخلــها، في مكيدة من المـكائد المغروسة فيها ربما.. ! وتـكون بهذا قد أضافت بعض الرمـاد لجدرانها.. رماد طفلها المثناثر .. أو عجز تضيفه لكـوب حنينــها المتعطش..
لم تــكن هـالة واحدة هذه المرة.. لقد توهج الجمــيع مما أحدث هـذه الرجفة في يديها البــاردتين..!!

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025