فـي افتتـاح لقاء حـول مكافحة التصحّـر والجفـاف.. جيلالـي:

نواجــه التصحّـر بإستراتيجيــة وقائيــة شاملــة

خالدة بن تركي

المصادقـة علـى المخطّــط الوطني للجفاف وتصنيف التصحّـر خطــرا كبــيرا

إعادة بعـث مشـروع السد الأخضــر أولويـة وطنيـة بـــ 4.7 مليـون هكتار

إنشاء نـوادٍ بيئيــة لترسيـخ الثقافـة البيئيــة فـي المــدارس

 قالت وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي، إنّ الجزائر تضع مكافحة التصحّر ضمن أولوياتها البيئية، وتعتمد إستراتيجية شاملة تعتمد على الوقاية والحماية، وذكرت مصادقة الحكومة على المخطّط الوطني للجفاف، وتعزيز القوانين بإدراج التصحّر ضمن قائمة المخاطر الكبرى التي تستوجب المواجهة، من أجل تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية.

وأشارت الوزيرة في لقاء حول مكافحة التصحّر والجفاف آليات للتأقلم نظم، أمس، تحت شعار “استصلح الأرض وأطلق العنان للفرص” بالمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، إلى وجود عزيمة كبرى لمواجهة التصحّر الذي يمس الأمن الغذائي والمائي، ودعت في ذات السياق إلى تعزيز الإستثمار ودعم البحث العلمي في مجال مكافحة التصحّر.
وأعلنت جيلالي عن إطلاق مشروع “النوادي البيئية” بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية، والذي يهدف إلى ترسيخ الثقافة البيئية لدى التلاميذ والتوعية بمخاطر التصحّر، ويعد هذا المشروع مكمّلا لإستراتيجية الدولة في التصدي لهذه الظاهرة، التي تعد من أكبر التحديات البيئية على المستوى العالمي، بالإضافة إلى ثلاث مشاريع أخرى بولايتين وحظائر خضراء في كل من أدرار وتمنراست.
وتطرّقت الوزيرة في حديثها إلى تأثيرات التصحّر، خاصة ما تعلّق بتدهور الأراضي وفقدان خصوبتها، ما يؤثر على سبل عيش ملايين الأشخاص، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة والرعي، وهو ما يستوجب في إطار ذات الإستراتيجية حماية النظم البيئية الهشة وتعزيز الرقابة على استخدامات الأراضي لمنع تدهورها.
كما تشمل الإستراتيجية برامج إعادة التأهيل البيئي للأراضي المتدهورة، وتطبيق تقنيات حديثة في استصلاح الأراضي، وتنفيذ مشاريع التشجير وإعادة التغطية النباتية، إضافة إلى التكيف والمرونة من خلال تطوير أصناف نباتية مقاومة للجفاف، وتحسين كفاءة استخدام المياه، وبناء قدرات المجتمعات المحلية على التكيف مع التغيرات المناخية.
وأفادت الوزيرة أنّ استعادة الأراضي المتدهورة ليست التزاما بيئيا فقط، بل فرصة ذهبية لخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الأمن الغذائي، وحماية التنوع البيولوجي، وتحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى رفاه المواطن وجودة حياته، خاصة في المناطق الأكثر هشاشة. وعرجت الوزيرة إلى التهديدات التي تجابه بلدنا جراء التصحّر، لاسيما وأنّ بلادنا يتواجد بها أكثر من 200 مليون هكتار من الصّحراء، بالإضافة إلى حوالي 14 مليون هكتار من المناطق الجبلية، و32 مليون هكتار من مناطق السهوب المتأثرة مباشرة أو المهدّدة بالتصحّر، و4.1 مليون هكتار من الغابات المعرضة للتهديدات البشرية والحرائق والآثار السلبية لتغير المناخ.
وعلى الرغم من التحديات الكبرى، تواصل الجزائر اتخاذ إجراءات وتدابير إستراتيجية ومؤسّساتية وتنظيمية لمكافحة آثار التصحّر والجفاف، أو على الأقل التخفيف من حدته بما يسمح من استرجاع وإعادة تأهيل مساحات كبيرة من الأراضي الضائعة، حيث وفي إطار التخطيط لمكافحة المخاطر المناخية، تم إعداد والمصادقة على المخطّط الوطني للجفاف.
كما جعلت الحكومة إعادة بعث مشروع السد الأخضر، أولوية وطنية من أجل تهيئته على مساحة 4.7 مليون هكتار في السنوات القليلة القادمة، وسيكون لها بعد بيئي ومناخي في غاية الأهمية، وأيضا بعد اقتصادي واجتماعي يمس حياة المواطن مباشرة، باعتبار أنّ المشروع يتضمّن زراعة أشجار مثمرة، ما يعني إنتاج نباتي وفير، بالإضافة إلى إنتاج الخشب مستقبلا، ويُسهم في تنمية المناطق الداخلية وتوفير مصادر دخل جديدة.
في هذا الصدد، أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، باستحداث شركات ناشئة متخصّصة في التشجير والري والمتابعة وفق أطر تقنية أكاديمية وعلمية، ما يعزّز الإبتكار ويشجّع على خلق فرص عمل للشباب، كما شارك القطاع في هذه الجهود من خلال تنفيذ العديد من العمليات منها “إعادة تأهيل النظم البيئية للغابات المحترقة على نطاق وطني” في السنوات الماضية، إضافة الى إعداد مشروع جديد تحت عنوان “مرونة النظام البيئي السهبي للجزائر، بهدف تعزيز مرونة النظام البيئي للسهوب والمجتمعات المحلية على مساحة 3800 هكتار.
وأعلنت مسؤولة القطاع عن إنشاء الواحتين المستقبليتين على مستوى ولايتين (عين صالح وتمنراست)، ويتضمّن المشروع 3 مهام تسمح بإعداد 11 دراسة لكل موقع، كما تم وضع خطط محلية للتكيف مع التغيرات المناخية كبداية في ولايات: سيدي بلعباس، تمنراست، البيض والمسيلة، وهي الولايات شديدة التأثر بالآثار السلبية للتغير المناخي، ونحن بصدد إطلاق المرحلة الثانية في خمس ولايات نموذجية هي: البليدة، الشلف، الجلفة، قالمة، تيسمسيلت.
من جهته، قال المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتجية، عبد العزيز مجاهد إنّ مشاركة وزارة البيئة في هذا اللقاء، تؤكّد الوعي الجماعي المتزايد بخطورة هذه الظاهرة، التي أصبحت تهدد التوازن البيئي والغذائي والإقتصادي في العديد من مناطق العالم، ومنها منطقتنا.وتابع اللّواء: “هذه الجهود شكلت نواة حقيقية لرؤية بيئية استراتيجية، اعتمدتها لاحقا العديد من الدول مثل الصين والسعودية وإثيوبيا”، مؤكّدا أنّ الجميع أمام مسؤولية مواصلة هذا النهج بنفس العزم والإرادة، من خلال تعزيز التوعية البيئية، وتحفيز مشاركة المجتمع المدني، خاصة فئة الشباب، مشيدا بمبادرة الحدائق المدرسية بالتنسيق مع وزارة التربية، والتي تهدف لغرس حب الطبيعة لدى الناشئة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025