سمير وناس رئيس الجالية الجزائرية بالنرويج لـ«الشعب»:

نأمل المساهمة في حل الأزمة عبر الحوار التوافقي

حاوره: جلال بوطي

 للسلطات الفعلية إرادة سياسية في ترسيخ الديمقراطية
 تقدمنا بطلب منح الشعب الجزائري جائزة نوبل للسلام

أكد رئيس الجالية الجزائرية في النرويج، سمير وناس في حوار حصري لـ»الشعب»، أهمية الإصغاء لأبناء الجزائر في الخارج وإشراكهم فعليا في خطوات حل الأزمة السياسية، مشيدا بدورالسلطات الفعلية في محاربة كل أشكال الفساد، الذي يعطي مؤشرات إيجابية لتحول ديمقراطي سلس يفضي لبناء جمهورية جديدة.

- الشعب: كيف تلقيتم خبر إشراك الجالية في الحوار الوطني لحل الأزمة السياسية؟
سمير وناس: أولا أشكر جريدة «الشعب» على إتاحة هذه الفرصة الثمينة للحديث باسم الجالية في مملكة النرويج عن الوضع الداخلي في الجزائر منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري المنصرم، لأن أبناء الجالية يتابعون يوميا عن كثب كل صغيرة وكبيرة تمر بها البلاد، رغم البعد والبرد لكن القلوب والحب يدفئان الجالية ويقربان الجزائر إلى اهتماماتها ومتابعة تطوراتها.
بخصوص سؤالكم حقيقة تلقينا خبر توجيه الدعوة لمشاركة الجالية في الحوار الوطني، بكل فرحة وسعادة لأن ذلك يعيد الاعتبار لنا ويرفع الأمل لدينا للمساهمة في بناء جزائر جديدة، خاصة ونحن نرى أن السلطات الفعلية تقود البلاد نحو بلد جديد وحديث من خلال محاربة الفساد ورجال المال الفاسد من بداية الحراك. كل هذا أعاد إلينا الأمل وحتى الكثير من أبناء الجالية بات يفكر في العودة لأرض الوطن.
- قلت إنكم لمستم نية حقيقية لبناء جمهورية جديدة، ما معنى ذلك؟
ا قصد بهذا الإجراءات التي تقوم بها السلطات الفعلية لحماية المال العام بعد تحرك العدالة الجزائرية لمعاقبة كل من تسبب في مآسي الجزائريين خلال السنوات الأخيرة وأسهم في استشراء الفساد، لأن هذا التوجه بحد ذاته أعطى لنا انطباعا إيجابيا، جعلنا نفتخر بالجزائر في المحافل الدولية. تحرك جهاز القضاء لمحاربة الفساد بكل أنواعه يمثل خطوة واقعية في بناء الديمقراطيات الحديثة.
- كيف تتصورون حل الأزمة السياسية، والمشاركة في الحوار الوطني لبناء الدولة الحديثة؟
 لا مجال للشك أن أبناء الجالية الجزائرية في العالم أجمع يمثلون قوة تأثير كبيرة في البلدان التي يعيشون فيها، ولكن بحكم أنني أمثل الجالية في مملكة النرويج، سأعرض رؤيتنا المتواضعة لكيفية بناء الدولة الحديثة، حيث أن الجالية يمكنها أن تسهم في كل المجالات خاصة القطاع الاقتصادي لأنها تملك طاقات وكوادر هامة يمكن لها أن تثري المشهد في الجزائر وتنقل تجربتها دون مقابل، خاصة فيما يتعلق بالبحث العلمي، واعلم كان بعض الكوادر التي كانت ممنوعة في السابق من إلقاء محاضرات في الجامعات الجزائرية، تمكنت بعد الحراك الشعبي من ذلك وحصل هذا في جامعة باتنة حيث قدم باحث مقيم في النرويج محاضرة بالجامعة وأكد استعداده للقيام بذلك سنويا ومجانا.

«الإصغاء للجالية جزء من حل الأزمة»

- ماذا عن اقتراحكم في حل الأزمة؟
 أما بخصوص رؤيتنا للحل أعتقد أن الحوار الذي انطلق هو السبيل الأمثل للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد منذ أكثر من ستة أشهر، ودعوتنا للمشاركة في هذا الحوار إيجابية لكن ينبغي أن تكون أفعالا لا أقوالا فقط، حينها سنقدم رؤية كل الكفاءات في الانتقال الديمقراطي خاصة ونحن في النرويج التي تعتبر أحد أبرز الديمقراطيات العريقة في العالم، وتحتل مراكز متقدمة في مجال البحث العلمي والتعليم، فهي الثانية بعد فنلندا في التعليم، فضلا عن سياستها الديمقراطية في الحوكمة التي يسهم فيها عدد معتبر من أبناء الجالية.
لكن عموما نرى أن تصور الحل هو الإصغاء للجالية بشكل واضح لرسم خارطة طريق واضحة تكون سندا للسلطات الفعلية في تحقيق مسار الاستقرار والحفاظ على الأمن العام، لأن سلمية الحراك هي أكبر ما ميزه في العالم، ونحن بصدد تقديم طلب إلى معهد نوبل للسلام المتواجد بالنرويج لإدراج الشعب الجزائري في قائمة المعنيين لأنه فعلا أظهر سلمية فاقت 6 أشهر دون وقوع عنف، وهذا لم يشهده العالم العربي على الإطلاق وربما في العالم كله. لهذا قررنا تقديم طلب رسمي شهر سبتمبر القادم لمنح الشعب الجزائري جائزة نوبل للسلام على سلميته النادرة في العالم.
- ما الذي ترونه قد تغير بعد الحراك الشعبي ؟
سؤال مهم للغاية، ما تغير هو عودة السلطة للشعب، ومن خلال متابعتنا الدائمة للوضع تبين أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة، وعهدا حديثا رجعت فيه الكلمة للشعب، ونحن متأكدون أن اتحاد كل الجزائريين في الداخل والخارج ستكون نتيجته بناء دولة متقدمة ونحن على قناعة أن الأمور تتجه في هذا المسار، لذلك نظمنا عديد المرات وقفات هنا في النرويج لمساندة الحراك وتأكيد ارتباطنا بالوطن الأم.
وأود الإشارة هنا إلى أنه قبل الحراك كان يطبع المشهد العام لدنيا تشاؤم كبير، لكن، لم نكن نتصور ما أصبحت عليه البلاد اليوم، فصار كل أبناء الجالية يفتخرون بهذا الإنجاز الذي نامل أن يتسمر في تحقيق جمهورية حديثة، ونحن مستعدون للإسهام فيها بشكل مباشر خاصة في المجالات التي نرى أنها ضرورية على غرار الاقتصاد، وقطاع تثمين المحروقات الذي يمثل قوة في النرويج.
-  هل من كلمة إلى الشعب الجزائري ؟
 أدعو الشعب إلى الالتفاف حول البلاد واغتنام فرصة التحول الديمقراطي التي تحتاج إلى وضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار، لأنه في الأخير ليس لدينا سوى بلد الجزائر، الأمر يدعونا إلى مد يد المساعدة لكل مسؤول يريد الخير للجزائر، والنأي بها إلى بر الأمان في ظل التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم عموما وفي منطقتنا على وجه الخصوص.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024