أكدوا أن هجومات الشمال القسنطيني تعد الانطلاقة الثانية للثورة:

رخيلة: الكتابات التاريخية حول هجومات الشمال القسنطيني غير كافية

سهام بوعموشة

  وثيقة الصومام جاءت لسد النقص وتنظيم الثورة

أكد المتدخلون في الندوة التاريخية التي نظمها المتحف الوطني للمجاهد أمس تحت رعاية رئيس الدولة ووزير المجاهدين بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد تحت شعار «المجاهد مجد وشموخ»، أن الذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد مكسب نضالي ودبلوماسي، داعيين لتوجيه الخطاب إلى ما هوإيجابي.
اعتبر وزير الثقافة ومستشار للرئاسة سابقا محي الدين عميمور محاولة للتذكير المستمر أنه إذا كان هناك بلد مستقل اسمه الجزائر فهوبفضل الثورة والشهداء والمجاهدين، وأنه إذا هناك تقدم في هذا الوطن فإنه بفضل الذين حملوا لواء الجهاد الأكبر في 1962، كما أنها فرصة كي تلتقي أجيال متعددة في المتحف الوطني للمجاهد مع المجاهدين والمجاهدات، متأسفا عن الذين يستهينون بالثورة ورموزها، مضيفا أن هجومات الشمال القسنطيني تعد الإنطلاقة الثانية للثورة.
من جهته استعرض المجاهد والوزير السابق للعلاقات مع البرلمان محمد كشود تفاصيل انطلاق هجومات الشمال القسنطيني، الذي كان بمثابة تقييم لمسار الثورة بعد سنة من اندلاعها وتحديد استيراتيجية لمواكبة الكفاح التحرري، مؤكدا أن هذا الحدث كان المنقذ للثورة في بدايتها أخرجها إلى بر الأمان، كما أشار إلى أنه لا يمكن فهم مغزى 20 أنوت 1955 و1956 قبل العودة إلى مرجعيتنا وهي تاريخ اجتماع 24 أكتوبر 1954 الذي عقدته اللجنة السداسية.
أكد مصطفى بيطام المدير العام للمتحف الوطني للمجاهد أن المجاهد كان العنصر الأساسي لبلوغ الأهداف الوطنية، والشعب الجزائري قاد مصيره بإرادة حرة جعلت التماسك والتلاحم الوطني قوة إعتزاز وشموخ، داعيا الشباب لجعل عنوانهم الإخلاص والوفاء للشهداء بالبناء والتشييد، منوها برسالة رئيس الدولة عبد القادر بن صالح قائلا:» هذه الرسالة المعبرة في هذه المرحلة بالذات، تعتبر حاملة لقيم ومثل وتطلعات الشعب الجزائري».
وأضاف أننا نستحضر في هذه المناسبة التاريخية المجيدة، مآثر وتضحيات الشهداء والمجاهدين وننحني بخشوع وإجلال لأرواحهم الزكية الطاهرة، ومن لحقهم من إخوانهم في الجهاد، مشيرا أن ذاكرة الأمة تحفظ باعتزاز ذاكرة الشهداء.
أبرز المحامي والمختص في تاريخ الحركة الوطنية عامر أرخيلة، أهمية الذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد 20 أوت 1955 و1956، قائلا أنهما محطات تاريخية كان لها دور فاعل في صنع ملحمة شعبية انتهت إلى استرجاع السيادة الوطنية المسألة تتجاوز الرمزية في العمق التاريخي، مضيفا أن 20 أوت 1955 تمثل نقلة منحت طابع شعبي، وفتحت نافذة جديدة على الساحة الدولية وإنعكاس على دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي مكسب نضالي ودبلوماسي على الصعيد النفسي للجزائريين.
وبالنسبة لمؤتمر الصومام أكد أرخيلة أنه أرضية وورقة تنظيم للثورة رسم معالمها المستقبلية، وسد النقص الذي كان موجودا، متأسفا عن قلة الكتابات التاريخية حول هجومات الشمال القسنطيني، قائلا:» هناك مجهودات لكن تبقى دون المستوى المطلوب»، أملا مستقبلا في مضاعفة الإمكانيات للتشجيع على الكتابات التاريخية.
* الأستاذ عبد الستار: ينبغي توجيه الخطاب إلى ما هوإيجابي
وفي مداخلة قيمة لأستاذ التاريخ عبد الستار من المدرسة العليا للأساتذة، ثورتنا تنفرد بخصائص وهي إنطلاقها بإمكانياتها الخاصة، و20 أوت 1955 أراد تحميل الشعب المسؤولية الكاملة، وأسقط حكومة إيدغار فورد، مشيرا أن هذه الهجومات علمتنا أن الجانب العسكري يتناغم مع الأهداف السياسية والدبلوماسية، متأسفا عن أن الشهادات حول 20 أوت 1955 تعد على الأصابع والموجودة غير كافية بحجم حدث مثل هجومات الشمال القسنطيني.
 وشدد الأستاذ الجامعي على ضرورة توجيه الخطاب إلى ما هوإيجابي، قائلا:»التاريخ التوثيقي الموسوعي الذي يراد منه رفع معنويات الشعوب هوالذي ينبغي الحديث عنه في هذه المناسبات»، مؤكدا أن مؤتمر الصومام نقل الثورة من الشخصانية والإجتهادات الفردية إلى فكرة المؤسسات التي لا تزول بزوال الرجال.
في هذا السياق أشاد عبد الستار بعبقرية قادة الثورة الذين استطاعوا رغم بساطتهم ومستواهم التعليمي، أن يجلسوا على طاولة الحوار ويخرجوا بوثيقة شاملة تمثل قاعدة إيديولوجية لمجتمع تتضمن آفاق مستقبلية للدولة الجزائرية بعد الاستقلال، ونحن اليوم لم نستطع الجلوس على طاولة الحوار، مضيفا أن هؤلاء علمونا أن الجزائر أكبر من كل شيء حتى من الشهيد نفسه، وأن لنا ثورة عالمية قائلا:» أصبحنا نقتات منها بطريقة سخيفة جدا التاريخ يجب أن يرجع لأهله، رأسمال الجزائري هوالتاريخ يجب تحسين صورته «.
وحسبه فإن البرمجة العصبية للأجيال لا تكون بالطريقة التقليدية، بل تكون عبر بناء شخصية تنطلق من رفع معنويات الشعوب خاصة في حالات الأزمات،، مطالبا بضرورة الإدلاء بكل الشهادات، مشيرا إلى أن الخلافات في الثورة من بين الأمور الإيجابية فيها بقيت في القمة، تفاديا للفتنة بين أبناء الوطن الواحد معطيا مثالا بالولايات المتحدة الأمريكية التي خلقت علم جديد يسمى علم الزمن الراهن، حتى يصححوا الإعوجاجات، ومن بين ما درسوا معركة الجزائر للإستفادة منه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024