يتوقّع جني 2.5 مليون قنطار من عنب المائدة ببومرداس

الاضطرابات الجوية تحدث طوارئ وسط الفلاّحين

بومرداس: ز. كمال

 حبّات البرد وانتشار الأوبئة أثّرت على محصول الشّعبة

يعيش منتجو شعبة عنب المائدة هذه الأيام بولاية بومرداس هاجسا كبيرا جراء التقلبات الجوية المبكرة منذ بداية شهر سبتمبر، التي هددت محاصيلهم الزراعية في عز فترة الجني، التي لم تتعد نسبة 35 بالمائة، بحسب مصادر من مديرية المصالح الفلاحية. فيما تعرف أسواق الجملة تكدسا للسلع بسبب العرض الكبير الناجم عن هذه التخوفات، مما أثر على الأسعار على الرغم من استمرار ارتفاع سعره بنقاط التجزئة الذي يتراوح ما بين 150 إلى 250 دينار وأكثر حسب النوعية مثلما رصدته «الشعب».
 
فاجأت التقلبات الجوية الأخيرة المصاحبة بالرياح والأمطار الفلاحين بولاية بومرداس وخاصة الناشطين في شعبة إنتاج عنب المائدة المهيمنة، وهذا خوفا من حدوث خسائر محتملة بسبب موجات تساقط حبات البرد وانتشار الأوبئة قد تأتي على محصولهم السنوي مثلما حدث في سنوات خلت، وقد تسبّب الاضطراب الأخير في تغير مفاجئ في طريقة تسويق المنتوج بعد عزوف التجار الكبار من أصحاب الشاحنات في شراء حقول العنب بالجملة أو بالتجزئة مباشرة من الفلاحين مثلما جرت عليه العادة وإعادة تجزئته في مختلف الأسواق الوطنية، ممّا اضطر الفلاحين إلى تسويق منتوجهم في أسواق الولاية عن طريق الوسطاء وسماسرة المربعات بأسعار منخفضة بحسب تصريحات بعض الفلاحين متحدثين لـ «الشعب».
هذه الوضعية الكارثية التي تجدّد كل سنة بالنسبة للمنتجين في هذه الشعبة وغياب آليات عملية لتسويق المنتوج وانعدام وحدات التحويل لامتصاص الفائض، جعلت الكثيرين يتساءلون عن دور المصالح الفلاحية والهيئات الرسمية في مرافقة الفلاحين المنتجين في هذه الشعبة الرئيسية بولاية بومرداس التي تغطي نسبة 45 بالمائة من الإنتاج الوطني من العنب بأجود أنواعه أهمها نوع «صابال» المسيطر على المساحة الفلاحية بمقدار 7 آلاف هكتار من أصل 16 ألف هكتار مزروعة منها 12 ألفا منتجة، يليه نوعية «كاردينال» بمساحة 2700 هكتار ثم «راد قلوب» بـ1600 هكتار.
وتتوقّع مديرية المصالح الفلاحية إنتاج حوالي 2.5 مليون قنطار هذا الموسم من عنب المائدة، وهي تقديرات تقريبية غير مؤكدة حسب المنتجين المختصين في الميدان بالنظر إلى طبيعة الموسم وقلة الإنتاج مقارنة مع السنوات الماضية، إضافة إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهها الفلاحون طيلة الموسم بسبب الظروف الطبيعية المتقلبة خاصة ارتفاع درجة الحرارة ومحدودية المساحة الزراعية المسقية، ناهيك عن الأمراض والأوبئة المختلفة التي أصابت المنتوج والأشجار انطلاق من عملية الانتاش إلى مرحلة جني المحصول، تلتها ضربات الاضطرابات الجوية المفاجئة وتراجع درجة الحرارة التي أوجدت أوبئة جديدة حسب الفلاحين بدأت تتلف المنتوج سريعا الأمر الذي اضطرهم إلى تصريف المحاصيل في الأسواق بأي ثمن.
مقابل هذا تحتضن ولاية بومرداس نهار اليوم بمركز التسلية العلمية وعلى مدى يومين تظاهرة الصالون الولائي لعيد العنب كموعد سنوي، ينتظر أن يجمع المنتجين مع أبرز الفاعلين لطرح الانشغالات والاحتكاك مع عرض مختلف أنواع عنب المائدة التي تشتهر به الولاية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024