ندوة تدريبية حول الطفولة

البراءة ليست أداة لتحقيق السبق الصحفي

حياة كبياش

هي فئة تحتاج أن يتعامل معها بمودة واحترام ويراعى ذكاؤها الفطري، وقابليتها اللامحدودة للاستيعاب، وأن لا تستغل اقتصاديا وإعلاميا، إنها الطفولة التي يكون الاهتمام بها استثمارا مضمونا في مستقبل البلاد، غير أن الواقع أن هذه البراءة معرضة لاعتداءات أودت في أحيان بحياتها.
لن نتعرض في هذا المقال إلى التهديدات والاعتداءات التي يتعرض إليها الأطفال بل كيف ينبغي للإعلام أن يتعامل مع القضايا المتعلقة بالأطفال وهي عديدة ومتعددة، بدون منع القارئ والمشاهد والمستمع من حقه في الإعلام، وفي ذات الوقت لا يكون هذا الطفل مادة إعلامية دسمة يقتات من معاناتها ويتقاضى منحة السبق عندما يعرض آهاتها.
ومن أجل إعلام هادف لا يبخس الناس أشياءهم، ولأن الطفولة ليست موضوعا كالمواضيع الأخرى فهي تمتاز بخصوصية لأنها تمثل البراءة وبالتالي فإن التعامل معها يحتاج أن يكون الصحفي على دراية بنفسيتها الضعيفة، وأن لا يستغلها لتحقيق أهداف مادية والشهرة على حسابها.
و لبلوغ ذلك نظمت الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، بالتعاون مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي بدعم من سفارة بريطانيا في الجزائر دورة تدريبية «الإعلام وحقوق الطفل» لفائدة شبكة الإعلاميين الجزائريين، لتعزيز حقوق الطفل لمدة يومين (23-24 سبتمبر الجاري).

القانون يؤكد على احترام خصوصية الطفل عند نشر خبر يتعلق به

تلقى الصحافيون تدريبا من قبل مدربين من الجزائر والأردن، حيث تم عرض تجربة البلدين في مجال حماية الطفولة، من خلال الاتفاقيات الدولية، الميثاق الإفريقي لحقوق الطفل والتشريعات التي سنتها بلادنا في هذا المجال والمستوحاة من هذه المواثيق، حيث تنص المادة 17 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل على الدور الايجابي للإعلام، من خلال احترام خصوصية الأطفال ( حياتهم الخاصة) وهو ما تنص عليه المادة 10 من الميثاق الإفريقي.
قالت صخري قاضية سابقة وعضو بالهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة أن الطفل ليس أداة تستعمل لتحقيق السبق الصحفي، مستعرضة أمثلة حول حالات من الاعتداءات التي وقع ضحيتها الأطفال.
و تم خلال الورشة التدريبية التأكيد على أهمية الدور الذي يقع على الإعلام لحماية الطفولة، وليس أن يكون سببا في إلحاق الأذى بها، قال عضو من الهيئة إنه بسبب مقال لأحد الصحفيين نشر خبر اختطاف طفل وراح يقدم أوصاف المختطف استنادا للشهادات التي استقاها، وظنا منه أنه تحصل على سبق صحفي، وإذا به يكون سببا في مقتل الطفل الذي شكل مادة إعلامية بالنسبة له من قبل المختطف الذي لم يكن – حسب المتحدث- ينوي ذلك وكان هدفه طلب فدية فقط.
وما تم تسجيله في هذه الدورة التدريبية التي شاركت فيها صحفية «الشعب» هو ذلك التفاعل الكبير للصحافيين مع موضوع الطفولة، وقد قدم كل واحد منهم الحالات التي شكلت مادة إعلامية بالنسبة له والزاوية التي تناول من خلالها هذا الموضوع.

تفاعل كبير مع فاجعة احتراق الأطفال بمستشفى الوادي

تزامنت الدورة والفاجعة التي استيقظ عليها سكان الوادي والمتمثلة في خبر احتراق «خدج» بمصلحة التوليد بمستشفى الولاية، بالرغم من عظم المصاب الذي اقشعرت له أبدان الصحفيين، إلا أن كل واحد اختار زاوية لمعالجة هذه الكارثة التي ذهب ضحيتها أطفال لم يتموا بعد 9 أشهر ( ولدوا قبل الأوان).
وقد حيت رئيسة الهيئة مريم شرفي التي حرصت شخصيا أن تكون متواجدة خلال الدورة التدريبية التي استمرت ليومين، جهود الصحافيين من مختلف وسائل الإعلام، في تعاطيهم مع هذا الموضوع، واهتمامهم الكبير بالمواضيع المتعلقة بالطفولة من خلال المقالات والربورتاجات التي يقومون بها، وطلبت أن تكون الاستمرارية في العمل من أجل حماية البراءة من كل أنواع الاعتداءات التي يمكن أن تتعرض لها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024