دعا المجلس الاسلامي الأعلى، أمس، المواطنين إلى «التمسك «بقواعد الحوار وآدابه بهدف الحفاظ على وحدة الامة وأمنها وإيجاد « حلول «ناجعة للمشكلات الطارئة»، حسبما جاء في بيان توج أشغال الدورة العادية 69 للمجلس.
أوضح البيان ذاته أن «الإصلاح بين الناس والتقريب بينهم هي وظيفة الأنبياء والمرسلين وطريقة العلماء الربانيين والقادة المصلحين الذين أمرهم الله بنشر السلام والتوفيق بين الناس حتى لا تتعارض مصالحهم وأهواؤهم وحتى يبقى المجتمع قوي الأركان ومتماسكا وهو مافتئ المجلس وأعضاؤه يجتهدون في القيام بواجبهم الشرعي والوطني في هذا الاتجاه».
ولا يتسنى تحقيق هذه الاهداف —يضيف نفس المصدر —إلا إذا « تمسك المواطنون المخلصون بقواعد الحوار وآدابه والغاية من الحوار في جميع الحالات والقضايا هي وحدة الأمة وسلامتها وأمنها وإيجاد حلول «ناجعة للمشكلات الطارئة».
وأبرز المجلس أن السبيل « الأمثل « للإصلاح المأمول هو «تمكين مؤسسات الدولة من أداء مهامها وتحقيق التقارب بالحوار الجاد وفق شروط موضوعية « لأنه بـ « الحوار يكون التفاهم ويسود التعاون وتتلاقى الأراء وتتقارب الرؤى».
وحث المجلس على ضرورة «انتهاج أفضل السبل المتاحة للقضاء على العوائق التي تحط من قدر المواطن وتحرمه من حقوقه وتمنعه من تسخير طاقاته» لكي يكون الحوار«مثمرا» وكذا استغلال إمكانياته وقدراته، مشددا على ضرورة «توجيه الحوار نحو غاياته في حماية الوطن وخدمة المجتمع ورعاية مصالحه ومكوناته والحفاظ على مقومات وحدته وانسجامه ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار»، كما دعا بهذه المناسبة الى ضرورة» العمل بجهد « لإحياء قيم الاسلام ومبادئ نوفمبر 1954.
وذكر المجلس أنه «لا صلاح لأمرنا الا بتغيير ما بأنفسنا «، مبرزا أن « التغيير المنشود تبدأ خطواته الأولى بتصحيح الانحرافات والتصالح مع الذات» وكذا « بالعمل لبناء مستقبل على أسس متينة وقواعد صحيحة « ترتكز على « القيم الروحية والوطنية التي كان التحامها سر تماسك شعبنا عبر الاجيال لاسيما في أوقات المحن والشدائد في عهد الاحتلال».
وحث المجلس في الأخير على ضرورة «مضاعفة الجهود لإخراج شعبنا في أقرب الآجال من ظلمات الخوف وأضرار الصراعات إلى نور الأمن والرخاء والاطمئنان « حتى « يعود المجتمع إلى « وضعه الصحيح أسرة واحدة يسودها الوئام والانسجام».
