تفشي التدخين وسط الأطفال

المختصون يدقون ناقوس الخطر

تيبازة: علي ملزي

أعرب المتدخلون باليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الصحة والسكان بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة، أمس، بمناسبة اليوم الوطني بدون تدخين، عن تخوفهم من الانتشار اللافت والخطير لظاهرة التدخين لدى الأطفال الأمر الذي يقتضي تكثيف حملات التوعية والتحسيس لإنقاذ هذه الفئة.
أشارت د. سميرة توامي، من المعهد الوطني للصحة العمومية، الى اعتراف 9,14٪ من المتمدرسين من فئة 13 الى 15 سنة بممارسة التدخين، مقابل 4, 17٪ مدمنون على التدخين والشمة على حدّ سواء ضمن دراسة خاصة شملت 46 ولاية من الوطن أجرتها وزارة الصحة سنة 2013 بالتنسيق مع المعهد الوطني للصحة العمومية.  ما يلفت الانتباه فيذات الدراسة، كون ثلث المدخنين شرعوا في التدخين قبل بلوغ 10 سنوات، الأمر الذي يقتضي تضافر جهود جميع المتعاملين والمتدخلين لتكثيف حملات التوعية والتحسيس في الوسط المدرسي لتجنب تناول السيجارة الأولى واقناع هذه الشريحة بالتداعيات السلبية التي يجلبها التدخين.
 كما أشارت ذات الدراسة أيضا الى كون 7,55٪ من المستجوبين يستنشقون الغازات الناجمة عن التدخين بمواقع عمومية، و أفضت دراسة أخرى بعنوان «ستابويز» أجرتها الوزارة الوصية بالتنسيق مع المعهد الوطني للصحة العمومية ما بين 2016 و2017 على فئة البالغين الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و69 سنة الى كون 5,16٪ من المستجوبين مدخنين بوتيرة 2,32 بالمائة لدى فئة الذكور و4,0٪ لدى الاناث مع اعتبار السن المتوسط للشروع في التدخين 17 سن.
وكشفت ذات الدراسة الى أنّ المعدل اليومي للتدخين لدى هؤلاء يبلغ 15سيجارة، كما أنّ 3,60٪ من هؤلاء حالوا الاقلاع عن التدخين و47٪ منهم تلقوا نصائح وارشادات من جهات مختلفة تتعلق بالتوقف عن التدخين.  وأشارت الدراسة أيضا الى كون 9,51٪ من المستجوبين من الذكور يستنشقون غازات التدخين يالمواقع العمومية مقابل 19٪ من فئة الاناث الأمر الذي يعتبر خطرا محدقا بالصحة العمومية لاسيما وأنّ المضار التي تلحق بالمستنشقين تكون عادة أكثر تأثيرا من تلك التي تلحق بالمدخنين. وفي سياق ذي صلة قال البروفيسور مصطفى موبري من المستشفى الجامعي لحسين داي بأنّ السيجارة الأولى لدى المدخنين يتم استنشاقها عادة في فترة المراهقة لتتحول بذلك ظاهرة التدخين الى آفة تصيب الأطفال في مرحلتها الأولى ومن ثمّ وجب التحسيس والتوعية القبلية والتركيز على هذه الفئة منذ فترة المراهقة لتجنب تناول السيجارة الأولى التي تعتبر مفتاح الادمان على التدخين، ولابد من تكثيف حملات التوعية والتحسيس على مستوى مختلف المراحل الدراسية لتجنيب فئة الأطفال من الولوج الى عالم التدخين مع ضرورة تظافر جهود الجميع بما في ذلك وسائل الاعلام ومصالح الصحة والمتدخلين في قطاع التربية. كما أعرب البروفيسور مصطفى موبري عن امتعاضه من ظاهرة تجاوز ميثاق الشرف المتعلق بمكافحة التدخين والذي صدر بشأنه مرسوم رئاسي ببلادنا منذ عدّة سنوات خلت يقتضي بتنظيم عملية التدخين بالمرافق العمومية الا انّ تطبيق الاجراءات المنبثقة عن الميثاق تبقى حبرا على ورق ونادرا ما يلتزم بها المدخنون بمجمل المواقع العمومية الأمر الذي يقتضي إعادة النظر في هذه القضية وأخذها مأخذ الجد من طرف الجهات المعنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024